التحليل الفني المحدث للنفط الخام (WTI): هل تنفجر الأسعار فوق 75؟

قفزت أسعار النفط بأكثر من 5% يوم الثلاثاء، مدفوعةً بمخاوف حقيقية بشأن تعطل الإمدادات العالمية عبر مضيق هرمز، وسط تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران. اللافت أن هذا الصعود حدث رغم غياب تأثير فعلي مباشر حتى اللحظة على منشآت الإنتاج أو النقل الرئيسية.
الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منشأة "شهران" لتخزين النفط، وحقل "بارس الجنوبي" للغاز، أعادت للأذهان سيناريو الهجمات على المنشآت السعودية في 2019. ومع تصاعد التهديدات العسكرية، عادت المخاطر الأمنية بقوة لتغذي الأسواق، وسط تساؤلات مستمرة: هل تغلق إيران المضيق؟ هل تتدخل واشنطن عسكريًا؟ وهل نحن أمام نسخة جديدة من أزمة أوكرانيا؟
- التحليل الفني المُحدث: اختراق نموذج فني وإعادة التمركز الصاعد
- إطار الساعة H1:
✅ السعر اخترق القناة التصحيحية الهابطة لنموذج العلم التي تشكلت بعد الاندفاعة الحادة.
✅ ارتد بقوة من منطقة الدعم 71.00، وتمركز مجددًا أعلى المتوسط المتحرك 150.
✅ يشكّل المستوى 74.70 حاليًا هدفًا فنيًا متوقعًا بعد كسر النمط التصحيحي، وهو يمثل مقاومة قوية من القمة الأخيرة.
✅ استمرار الزخم الحالي وعودة التوترات الجيوسياسية قد يدفع السعر حتى نحو نطاق 76.00 – 77.50 مجددًا.
- المستويات المحورية:
-
الدعم الأقرب: 71.00 – 70.30 (إعادة اختبار القناة المكسورة + ارتكاز سعري)
-
الدعم الثاني: 67.85 – المتوسط المتحرك الرئيسي
-
المقاومة القادمة: 74.70 (قمة اليوم السابق)، ثم 75.50 → 77.20 (في حال التصعيد الكبير)
- الأبعاد الجيوسياسية: البارود يملأ الأجواء… والمضيق في مهب الريح
- المستجدات الخطيرة:
-
ترامب يدعو عبر منصته الإلكترونية إلى "استسلام غير مشروط" لإيران، ويأمر بنشر مقاتلات إضافية في الخليج.
-
تصادم ناقلتين قرب مضيق هرمز مع ازدياد التشويش الإلكتروني – مما أثار مخاوف فعلية من اضطرابات شحن قد ترفع السعر 10 دولارات إضافية.
-
إيران تعلن تعليقًا جزئيًا لإنتاج الغاز في حقل "بارس الجنوبي"، وهو تطور نادر وخطير في سياق الحرب.
-
الغارات الإسرائيلية دمرت أكثر من 100 موقع حساس، وعدد الضحايا تجاوز 220 قتيلًا مع خسائر كبيرة بالبنية التحتية.
-
السوق تستشعر حربًا مفتوحة طويلة أقرب لنموذج روسيا – أوكرانيا، لا لضربة محدودة.
النتيجة: هذه المعطيات تُضيف ما يُعرف بـ"علاوة أمنية" للأسعار تُقدر حاليًا بـ10 دولارات تقريبًا وفق تقديرات بعض بنوك الطاقة.
- التحليل الاقتصادي: الفيدرالي على خط النار… فهل يغيّر اللعبة؟
بيانات اقتصادية أمريكية سلبية ظهرت أمس:
-
مبيعات التجزئة انخفضت بنسبة -0.9% مقابل توقعات بـ -0.7% فقط
-
الإنتاج الصناعي انكمش بنسبة -0.2%
✅ الأسواق الآن تُسعّر بنسبة 80% خفضًا للفائدة في سبتمبر، بل بعضهم يتحدث عن خفض مبكر في يوليو.
مع اجتماع الفيدرالي اليوم، ينتظر الجميع:
-
قرار الفائدة (مرجّح أن يظل ثابتًا عند 4.25% – 4.5%)
-
تحديث "dot plot" الذي يُظهر رؤية الأعضاء للمستقبل
-
تصريحات "جيروم باول" والتي قد تقلب موازين الذهب والنفط معًا
- أي تلميح إلى تيسير نقدي أو خفض قريب → يدعم أسعار النفط بقوة (لأن الفائدة المنخفضة تضعف الدولار وتزيد جاذبية الأصول السلعية)
- السيناريوهات المتوقعة: التوتر يقود... والعين على المضيق
✅ السيناريو الإيجابي المرجّح:
-
استمرار التماسك أعلى 71.00
-
اختراق 74.68 = تسارع نحو 75.50 → 77.20
-
أي توتر جديد بالمضيق أو هجوم واسع = قفزة نحو 80.00 ليست مستبعدة
السيناريو السلبي البديل (غير مرجّح حاليًا):
-
كسر 71.00 → تراجع إلى 68.00
-
كسر 67.85 → خروج مؤقت من الاتجاه الصاعد وإعادة تقييم المخاطر السياسية
- التوصية الفنية والاستراتيجية:
ما زلنا على النظرة الإيجابية للنفط طالما أعلى 71.00
مناطق الشراء المحتملة:
-
من 71.30 – 72.00 مع وقف أسفل 70.30
-
شراء بعد الاختراق اعلى 74.70
- الأهداف: 75.50 → 77.20 → 79.50
- وقف الخسارة الفني: كسر 70.00 بثبات
- الخلاصة:
النفط ليس سلعة فقط… بل مرآة لعصب الصراعات العالمية. التصعيد الإيراني – الإسرائيلي يعيد سيناريوهات 2019 و2022 للواجهة، في وقتٍ حرج من قرارات السياسة النقدية الأمريكية.
وأمام عيوننا، المضيق الأكثر حساسية في العالم يُهدد بكتابة فصول جديدة في معادلة العرض والطلب.
هل تكون القمة التالية عند 77؟ أم نشهد كسرًا دراميًا من الفيدرالي؟
كل الاحتمالات على الطاولة… ولكن "الهدوء" أصبح رفاهية لا يملكها السوق!