أسعار النفط ترتفع بأكثر من 4% مع تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 4% يوم الثلاثاء، مع تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل دون أي مؤشرات على التهدئة، رغم أن البنية التحتية الرئيسية لقطاعي النفط والغاز وتدفقات الإمدادات لم تتأثر بشكل كبير حتى الآن.
فقد أغلقت العقود الآجلة لخام برنت عند 76.45 دولارًا للبرميل، بزيادة قدرها 3.22 دولار أو بنسبة 4.4%. كما أنهى خام غرب تكساس الوسيط الأميركي جلسة التداول عند 74.84 دولارًا للبرميل، مرتفعًا بمقدار 3.07 دولارات أو بنسبة 4.2%.
ورغم عدم حدوث توقف ملحوظ في تدفقات النفط، علّقت إيران جزئيًا إنتاج الغاز في حقل "بارس الجنوبي"، الذي تتقاسمه مع قطر، عقب ضربة جوية إسرائيلية تسببت في اندلاع حريق هناك يوم السبت. كما استهدفت إسرائيل مستودع نفط "شهران" في إيران.
الأسواق تستشعر عودة المخاطر الجيوسياسية
قال فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة "برايس فيوتشرز"، إن تبادل الضربات الجوية المستمر بين إسرائيل وإيران أعاد المخاطر الجيوسياسية إلى أسواق النفط، التي كانت بالفعل تتعامل مع توازن دقيق بين العرض والطلب.
وأضاف فلين: "هذا ليس حدثًا لمرة واحدة؛ بل من المرجح أن يكون أكثر شبهًا بما يحدث بين روسيا وأوكرانيا".
تصادم ناقلتين قرب هرمز يثير المخاوف
وقع تصادم بين ناقلتي نفط قرب مضيق هرمز، حيث ازدادت حالات التشويش الإلكتروني خلال النزاع، مما أثار المخاوف بشأن احتمال إغلاق هذا الممر المائي الحيوي لشحنات النفط.
لكن أولي هانسن، المحلل في بنك "ساكسو"، قلل من أهمية هذا السيناريو قائلاً: "السوق قلقة بشكل كبير من تعطل المرور عبر مضيق هرمز، لكن احتمال حدوث ذلك لا يزال منخفضًا". وأضاف: "لا أحد لديه رغبة حقيقية في إغلاق المضيق، لأن إيران ستخسر الإيرادات، والولايات المتحدة تريد أسعار نفط منخفضة لكبح التضخم".
المخاوف الأمنية ترفع الأسعار بمقدار 10 دولارات
أشار جون كيلداف، الشريك في شركة "أغين كابيتال"، إلى أن حالة عدم اليقين دفعت المشاركين في السوق للتساؤل عن رد فعل القيادة الإيرانية إذا شعرت بأنها تفقد السيطرة. وقال: "نحن نتحدث عن علاوة أمنية تصل إلى نحو 10 دولارات للبرميل مضافة إلى السعر الحالي".
توقعات بتراجع الطلب وزيادة المعروض
ورغم المخاطر المحتملة على الإمدادات، ظهرت مؤشرات على أن المعروض من النفط لا يزال كافيًا، في ظل توقعات بانخفاض الطلب العالمي.
ففي تقريرها الشهري الصادر يوم الثلاثاء، خفّضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 20 ألف برميل يوميًا مقارنة بتوقعات الشهر الماضي، بينما رفعت تقديراتها للعرض بمقدار 200 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى نمو بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا.
ترقب لقرارات أسعار الفائدة العالمية
أشار تاماس فارغا، المحلل لدى شركة "بي في إم أسوشيتس"، إلى أن المستثمرين يركزون أيضًا على قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، حيث من المقرر أن يناقش "لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية" الأميركية سياستها النقدية في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.