تصاعد الصراع في الشرق الأوسط يبطئ حجوزات ناقلات النفط ويرفع أسعار الشحن

ارتفعت تكاليف استئجار ناقلات النفط لنقل الخام من الشرق الأوسط إلى آسيا، وتباطأت وتيرة الحجوزات، مع تصاعد المخاوف من اضطرابات محتملة نتيجة الصراع بين إسرائيل وإيران، وفقًا لما أفادت به مصادر في القطاع لوكالة "رويترز" يوم الاثنين.
ووفقًا لبيانات "إل إس إي جي" (LSEG)، فقد قفز المعدل العالمي المرجعي لناقلة النفط العملاقة جدًا (VLCC) التي تنقل النفط من الخليج العربي إلى اليابان – المعروف باسم TD3 – بأكثر من 20% يوم الجمعة، بعد اندلاع التوترات.
وفي يوم الاثنين، استقر سعر الشحن من الخليج العربي إلى اليابان عند حوالي W55 على مقياس "وورلد سكيل" (Worldscale) المستخدم في الصناعة، بحسب أحد وسطاء الشحن.
لكن رغم ذلك، ظلت مكاسب أسعار الشحن محدودة، إذ يتبنى المتعاملون في السوق من تجار ووسطاء ومستأجرين موقفًا حذرًا بانتظار التطورات، رغم أن المشاركين في السوق لا يتوقعون إغلاق مضيق هرمز، وهو ممر رئيسي لشحن النفط.
وقال أنوب سينغ، رئيس أبحاث الشحن العالمية في شركة "أويل بروكريج":
"توقفت عمليات التثبيت من المنطقة يوم الجمعة تقريبًا بالكامل، لذلك قد لا تكون الأسعار المسجلة على أرض الواقع مؤشراً دقيقاً. السفن داخل الخليج لا تزال تبحث عن عقود نقل خارجة منه."
وأضاف: "لكن الوضع ما زال متغيرًا، ونتوقع معرفة المزيد مع افتتاح السوق اليوم."
ومن جانبها، قالت شركة "سنتوسا شيبروكرز" إن هناك زيادة طفيفة في أسعار الشحن حتى الآن، لكنها تتوقع ارتفاعها بشكل أكبر مع تقدم أيام الأسبوع.
وقال إمرل جميل، كبير المحللين لأسواق النفط الخام وزيت الوقود في قسم أبحاث النفط بـ"LSEG"، إن أسعار الشحن ستعتمد على استمرار التصعيد والإجراءات المحتملة التي قد تتخذها إيران بخصوص مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 18 إلى 19 مليون برميل يوميًا من النفط والمنتجات النفطية، ويربط الخليج العربي بخليج عمان.
وأضاف جميل: "من المتوقع أن يظل قسط التأمين على مخاطر الحرب مرتفعًا على المدى القصير، بالنظر إلى استمرار التوتر بين البلدين. وسيرتفع هذا القسط بشكل كبير في حال تعرض المزيد من البنية التحتية النفطية والغازية في الشرق الأوسط لهجمات."
وأشار إلى أن أقساط التأمين على الشحنات قد تتراوح بين 3 إلى 8 دولارات إضافية للبرميل في حال وقوع هجمات جديدة.
أما في ما يخص المنتجات النفطية النظيفة، فقد كانت أسعار شحن نحو 90 ألف طن من البنزين أو الديزل أو وقود الطائرات من الشرق الأوسط إلى الأسواق الواقعة غرب قناة السويس تتراوح بين 3.3 إلى 3.5 مليون دولار أواخر الأسبوع الماضي، قبل اندلاع الصراع، وفقًا لتقديرات ثلاثة مصادر في قطاع الشحن، لكن لم تصدر عروض جديدة حتى الآن.
وقال مصدر تجاري مقيم في سنغافورة إن بعض الوسطاء بدأوا بالفعل بالإشارة إلى مستويات أسعار جديدة عند حدود 4.5 مليون دولار.
وأفادت "سنتوسا شيبروكرز" في مذكرة لعملائها أن العديد من ملاك السفن يؤجلون تقديم عروض لسفنهم في طرق الخليج حتى تتضح الصورة، وهو ما قد يزيد من فرص الرحلات القادمة من الشرق الأقصى إلى غرب السويس ومن شمال غرب الهند.