سعر الذهب اليوم يتأرجح تحت ضغط التوترات الجيوسياسية وتوقعات الفيدرالي

شهد سعر الذهب اليوم الثلاثاء تقلبات ملحوظة وتناقضات بين مسارات التداولات الفورية والعقود الآجلة، قبل أن تتوحد اتجاهات المعدن النفيس نحو التراجع.
جاء ذلك وسط ضبابية جيوسياسية متزايدة ناجمة عن القتال المستمر بين إسرائيل وإيران، ودعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإخلاء طهران، مما دفع المستثمرين في وقت مبكر من التعاملات للبحث عن ملاذات آمنة، في محاولة لتعويض خسائر الجلسة السابقة.
أداء الذهب اليوم والمعادن الثمينة اليوم
انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية اليوم بنحو 0.1%، أي أقل من دولارين للأونصة، لتسجل 3379.21 دولاراً وقت كتابة التقرير. وفي المقابل، تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس بنحو 0.45%، أي ما يعادل 15.40 دولاراً، لتصل إلى 3401.90 دولار.
وعلى صعيد المعادن الثمينة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.25% لتصل إلى 36.41 دولاراً للأونصة، في حين شهد البلاتين تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.50% ليستقر عند 1246.90 دولاراً، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.58% إلى 1028.52 دولاراً.
وعلى المدى الأوسع، أظهر الذهب أداءً قوياً خلال الشهر الماضي بارتفاعه بنسبة 5.48% للمعاملات الفورية و6.79% للعقود الآجلة، بينما سجل ارتفاعاً كبيراً بنسبة تتجاوز 46% على أساس سنوي.
ما الذي يحرك سعر الذهب اليوم؟
تتأثر أسعار الذهب حالياً بمزيج من العوامل الجيوسياسية والنقدية التي تدفع حركة الأسعار في اتجاهات مختلفة:
التوترات الجيوسياسية كملاذ آمن
تُعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي المحرك الأبرز لسعر الذهب اليوم. فالدعوات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإخلاء طهران، وغيابه المبكر عن قمة مجموعة السبع، إلى جانب استمرار الضربات الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً بمنشآت إيرانية رئيسية، كلها عوامل تزيد من الضبابية.
هذه البيئة تدفع المستثمرين للبحث عن الذهب كأحد أبرز أصول الملاذ الآمن، مما يزيد من الطلب عليه ويدعم أسعاره في أوقات الأزمات.
السياسة النقدية وتوقعات الفيدرالي
على صعيد السياسة النقدية، يترقب المستثمرون عن كثب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ورغم التوقعات الواسعة بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الراهن، فإن الأسواق تترقب أي إشارات حول تخفيضات محتملة في الأشهر المقبلة.
وتُظهر التوقعات الحالية للمتداولين أن الاحتياطي الفيدرالي قد يُخفض أسعار الفائدة بمقدار 55 نقطة أساس بحلول نهاية العام، بدءًا من سبتمبر بدلاً من أكتوبر كما كان متوقع سابقاً. وقد عززت بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة في الأسبوع الماضي من بريق الذهب، مما دعم التوقعات بخفض أسعار الفائدة وهو ما يُعد عادةً محفزاً لصعود الذهب.
رياح معاكسة تواجه سعر الذهب
على الرغم من المكاسب التي حققها الذهب في الجلسات القليلة الماضية مدفوعاً بالصراع الإسرائيلي-الإيراني، والذي دفعه صوب ذروته التاريخية، إلا أنه يواجه بعض الرياح المعاكسة.
وتُرجع بعض البنوك التراجع الأخير في الأسعار إلى عمليات جني الأرباح من قبل المتداولين، بعد الارتفاعات الحادة التي شهدها المعدن الثمين. كما أن دعوة إيران للرئيس ترامب لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، مقابل تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده على طريق النصر، يُبقي المشهد معقداً ويحد من قدرة السوق على استيعاب اتجاه واضح.
توقعات سعر الذهب
يرى المحللون أن الارتفاع الأخير في الأعمال العدائية في الشرق الأوسط قد حول التركيز عن مفاوضات التجارة في الوقت الحالي وأدى إلى تحرك المستثمرين نحو الأصول الآمنة، وقد يشهد سعر الذهب مزيداً من الارتفاع إذا استمر التصعيد.
في المقابل، توقعت سيتي غروب أن ينخفض سعر الذهب مجدداً إلى ما دون 3,000 دولار للأونصة خلال الفصول القادمة، مع انتهاء موجة الارتفاع القياسي. ويُرجح محللو البنك أن تعود أسعار الذهب إلى نطاق يتراوح بين 2,500 و2,700 دولار للأونصة بحلول النصف الثاني من عام 2026.