النفط يغلق مرتفعاً 7%.. لكنه يقلص مكاسبه الحادة مع تجنب الضربات الإسرائيلية لمنشآت الطاقة الإيرانية

ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة بعدما هدأت قليلاً من قفزتها الحادة في وقت سابق من اليوم، وذلك مع تجنب الغارات الإسرائيلية استهداف منشآت النفط الإيرانية. ومع ذلك، استمرت المخاوف في الأسواق من أن يؤدي التصعيد في الشرق الأوسط إلى اضطرابات في إمدادات الطاقة العالمية.
وعند الإغلاق: قفزت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أغسطس بنسبة 7% أو ما يعادل 4.87 دولار إلى 74.23 دولار للبرميل، لتحقق مكاسب أسبوعية 11.7%. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم يوليو بنسبة 7.26% أو 4.94 دولار إلى 72.98 دولار للبرميل، لتحقق مكاسب أسبوعية بنسبة 13%.
وتُعد مكاسب الجمعة الأكبر خلال يوم واحد للعقود منذ عام 2022، عندما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة.
وقد أعلنت إسرائيل أنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين إيرانيين، وقالت إن العملية قد تكون مطولة بهدف منع طهران من امتلاك سلاح نووي، فيما تعهدت إيران برد قاسٍ.
من جهته، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران إلى إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي، محذرًا من أن الهجمات التالية ستكون أكثر قسوة إذا لم يتم ذلك.
في المقابل، قالت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط إن منشآت التكرير والتخزين لم تتعرض لأي أضرار وتواصل عملياتها بشكل طبيعي.
وقال فيل فلين، كبير المحللين في برايس فيوتشرز جروب: "في كل مرة يحدث فيها توتر كبير، ترى رد فعل عاطفي حاد في السوق، لكن غالبًا ما تكون الأضرار الفعلية أقل مما يُخشى. إسرائيل لم تستهدف مصافي النفط أو الأنابيب أو السفن."
وكان القلق الأكبر، بحسب المحللين، يتعلق بإمكانية تأثر مضيق هرمز بالتطورات الأخيرة، حسبما قال نيكوس تزابوراس، كبير محللي السوق في Tradu.com.
وأضاف تزابوراس في مذكرة: "الارتفاع المستدام في الأسعار يتطلب تعطيلًا فعليًا للتدفقات المادية - مثل تدمير منشآت النفط الإيرانية أو حصار مضيق هرمز، الذي يعد نقطة اختناق حيوية في سوق الطاقة العالمي."
يمر عبر مضيق هرمز نحو 20% من إجمالي استهلاك العالم من النفط، أو ما يقارب 18 إلى 19 مليون برميل يوميًا من النفط والمكثفات والوقود.
وقال بيم هوف، رئيس قسم أبحاث السلع في سوسيتيه جنرال: "حتى الآن، تجنبت الضربات الإسرائيلية البنية التحتية للطاقة في إيران، بما في ذلك جزيرة خرج، التي تمثل نحو 90% من صادرات إيران النفطية."
وأضاف: "هذا يفتح الباب أمام احتمال أن تتبع التصعيدات المستقبلية منطق ‘الطاقة مقابل الطاقة’، أي أن الهجوم على بنية أحد الطرفين قد يقابله رد مماثل على منشآت الطرف الآخر."
وحذّر محللون من أن إيران قد تدفع ثمنًا باهظًا إذا أقدمت على إغلاق مضيق هرمز، الذي تعتمد عليه وشركاؤها في تصدير النفط للأسواق الآسيوية.
وقالت ناتاشا كانيفا وزملاؤها في جيه بي مورجان: "يعتمد الاقتصاد الإيراني بشكل كبير على حرية مرور البضائع والسفن عبر هذا المضيق، إذ إن صادراتها النفطية تتم بالكامل عبر البحر. وأي خطوة لقطع مضيق هرمز ستكون ضد مصالح إيران، خاصة في علاقتها مع عميلها النفطي الوحيد تقريبًا، الصين."
وفي الأسواق الأخرى، شهدت الأسهم العالمية تراجعًا حادًا، فيما اتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار الأمريكي والفرنك السويسري.