حرب أسعار نفطية تلوح في الأفق.. السعودية تهدد النفط الصخري الأمريكي!

حرب أسعار نفطية تلوح في الأفق.. السعودية تهدد النفط الصخري الأمريكي!
السعودية

قال محللو بنك أوف أمريكا إن السعودية تستعد لخوض حرب سعرية طويلة الأمد في أسواق النفط الخام، في محاولة منها لاستعادة حصتها السوقية، وسط تحذيرات من أن هذه الحرب قد تضر بشكل كبير بصناعة النفط الصخري الأمريكية، التي لا تزال تعاني هشاشة هيكلية على الرغم من تعافيها الجزئي.

وأكد فرانسيسكو بلانش، رئيس أبحاث السلع في البنك، في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ، أن المملكة العربية السعودية تستعد لحرب سعرية مطولة ضد منافسيها من منتجي النفط، موضحًا أنها ستكون مختلفة عن سابقاتها، إذ ستكون "حربًا طويلة وسطحية، وليست قصيرة وحادة كما حدث في الماضي".

وشدد بلانش على أن استراتيجية السعودية الجديدة لا تركز فقط على السعر، بل تهدف أيضًا إلى إعادة هيكلة التوازن داخل سوق النفط، واستغلال مرونتها المالية لتقويض قدرات المنافسين الذين يعتمدون على هوامش ربح ضيقة، خصوصًا منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وفي السياق ذاته، أشار تقرير صادر عن موقع "أويل برايس" الأمريكي إلى أن الأسواق تستعد لفترة مضطربة، وسط توقعات بأن التراجع المستمر عن تخفيضات إنتاج أوبك بلس قد يؤدي إلى وفرة في المعروض، ما يزيد الضغط الهبوطي على أسعار النفط. ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه رهانات المتداولين في أسواق العقود الآجلة على انخفاض الأسعار.

ويأتي هذا التحول في وقت أعلنت فيه مجموعة أوبك+ عن زيادة إنتاج جديدة بمقدار 411 ألف برميل يوميًا لشهر يوليو، وهي الزيادة الثالثة على التوالي خلال الأشهر الأخيرة. هذا الاتجاه يؤكد ما ذهب إليه خبراء السلع من أن السعودية قد تتخلى عن دورها التقليدي كمنتج مرجح داخل أوبك، بل وقد تتخلى عن هدفها السعري غير الرسمي البالغ 100 دولار للبرميل لصالح استراتيجية تعتمد على زيادة الإنتاج واستعادة الحصة السوقية.

ويرى مراقبون أن التحركات السعودية في سوق النفط تستند إلى قدرة مالية قوية ومرونة تمكنها من تحمّل انخفاض الأسعار لفترة أطول من معظم المنتجين الآخرين، وهو ما يمنحها ميزة استراتيجية في معركة الحصص السوقية. ويعتقد بعض المحللين أن المملكة باتت مستعدة لإعادة تشكيل قواعد السوق العالمية للطاقة، حتى لو تطلب الأمر تضحيات مؤقتة في الإيرادات.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image