عقود النفط تبدد مكاسبها وتتجه نحو الهبوط: ما الذي يضغط على الأسعار؟

عقود النفط تبدد مكاسبها وتتجه نحو الهبوط: ما الذي يضغط على الأسعار؟
النفط

شهدت أسعار النفط تحولاً حاداً خلال تعاملات اليوم الخميس، حيث بددت كافة مكاسبها المبكرة، وتراجعت بشكل ملحوظ. جاء هذا التغيير الدراماتيكي وسط تزايد المخاوف بشأن زيادة وشيكة في المعروض من "أوبك+"، بالإضافة إلى بيانات مخزونات النفط الأمريكية التي فاقت التوقعات، مما يلقي بظلاله على الطلب العالمي في ظل تزايد الحديث عن ركود اقتصادي محتمل.

سعر النفط اليوم

بعد أن سجلت ارتفاعاً محدوداً في وقت مبكر من الجلسة بفعل حذر المستثمرين وترقبهم لتجدد المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى احتمالية ضربة إسرائيلية لمنشآت إيران النووية، سرعان ما تبددت هذه المكاسب.

وقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم شهر يونيو نحو 1.6 دولار للبرميل، أو ما يعادل 1.9%، لتصل إلى مستويات دون 64 دولاراً للبرميل.

وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر مايو نحو 2.1%، أو ما يعادل 1.7 دولار للبرميل، لتصل إلى مستويات 60.5 دولار للبرميل.

وكانت أسعار الخامين قد انخفضت بنسبة 0.7% أمس الأربعاء، مما يؤكد الضغوط المستمرة التي تواجهها السوق.

زيادة إنتاج أوبك+ يضغط على أسعار النفط

تتصدر الأنباء المتعلقة بسعي تحالف "أوبك+" لزيادة الإنتاج قائمة العوامل الضاغطة، حيث تتحدث الأنباء عن ضخ ما يقرب من 411 ألف برميل يومياً إضافية في الأسواق. ويأتي ذلك في ظل توقعات بأن تضيف "أوبك" ما يقرب من 950 ألف برميل يومياً في المجمل.

ويناقش أعضاء "أوبك+" إمكانية الاتفاق على زيادة إنتاجية ضخمة أخرى في اجتماعهم المقرر في الأول من يونيو، قد تصل إلى 411 ألف برميل يومياً في يوليو، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف ما كان مخططاً له في البداية.

ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية

أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أمس الأربعاء ارتفاعاً مفاجئاً في مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 1.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 16 مايو، ليصل الإجمالي إلى 443.2 مليون برميل.

وجاءت هذه الزيادة على النقيض من توقعات المحللين بانخفاض المخزونات، مما يثير مخاوف بشأن ضعف الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم. كما شهدت واردات النفط الخام أعلى مستوى لها في ستة أسابيع، بينما تراجع الطلب على البنزين ونواتج التقطير.

وتزامنت هذه التطورات مع تزايد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي، مما سيؤثر سلباً على الطلب على الخام ويضغط على الأسعار.

المخاوف الجيوسياسية غير قادرة على رفع سعر النفط

رغم أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مثل المحادثات النووية الإيرانية والتهديدات الإسرائيلية، قد قدمت دعماً محدوداً للأسعار في أوقات سابقة بسبب المخاوف من تعطل الإمدادات، إلا أن تأثيرها تلاشى أمام ضغوط العرض والطلب الكلية.

التوقعات المستقبلية

توقعت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقرير لها ارتفاع الإمدادات العالمية 1.6 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري، بزيادة 380 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة، مع قيام السعودية وأعضاء آخرين في تحالف "أوبك+" بإلغاء تخفيضات الإنتاج. في المقابل، خفضت أوبك الشهر الجاري توقعاتها لنمو إمدادات النفط من الولايات المتحدة ومنتجين آخرين خارج أوبك+ العام الجاري.

كما تتجه توقعات العديد من المحللين نحو خفض أسعار النفط في الفترة القادمة:

  • سيتي ريسيرش: تتوقع وصول سعر برنت إلى 55 دولاراً للبرميل على مدى ثلاثة أشهر في حال التوصل لاتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، مع إبقاء التوقعات طويلة المدى عند 60 دولاراً. وفي حال عدم التوصل لاتفاق، قد ترتفع الأسعار إلى ما يفوق 70 دولاراً.
  • بنك باركليز: خفض توقعاته لسعر خام برنت أربعة دولارات إلى 66 دولاراً للبرميل لعام 2025، ودولارين ليصل إلى 60 دولاراً للبرميل لعام 2026.
  • بنك آي إن جي الهولندي: يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر برنت 65 دولاراً هذا العام، منخفضاً من 70 دولاراً في توقعات سابقة.

large image
الندوات و الدورات القادمة
large image