النفط ينخفض بعد تصريحات ترامب بشأن قرب التوصل لاتفاق نووي مع إيران

تراجعت أسعار النفط يوم الخميس، وسط توقعات بقرب توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي تسليم يوليو بنسبة 2.36% لتغلق عند 64.53 دولار للبرميل، مقلصة بعض خسائرها المبكرة. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لتغلق عند 61.62 دولار، بانخفاض قدره 2.42% خلال الجلسة.
وخلال زيارته إلى الشرق الأوسط، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العاصمة القطرية الدوحة إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
وأضاف ترامب: "نجري مفاوضات جادة جدًا مع إيران من أجل تحقيق سلام طويل الأمد."
تأتي تصريحاته بعد أن كشف مستشار كبير للمرشد الأعلى الإيراني لقناة NBC News أن طهران مستعدة لتوقيع اتفاق نووي بشروط معينة، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
ويُتوقع أن يكون لاحتمال إبرام اتفاق نووي أمريكي إيراني تأثير بالغ على أسواق النفط العالمية.
وقال توماش فارغا، محلل لدى شركة الوساطة PVM، لشبكة CNBC عبر البريد الإلكتروني: "التطور المفاجئ خلال الليل حول احتمال التوصل لاتفاق نووي هو السبب الوحيد لانخفاض الأسعار في الصباح. فإذا تم التوصل لاتفاق وتوقفت إيران عن تخصيب اليورانيوم لدرجة السلاح، وتم تطبيق الاتفاق بفاعلية — وهو أمر يصعب تصديقه — فإن صادرات إيران من النفط الخام قد ترتفع بما يصل إلى مليون برميل يوميًا."
وأضاف فارغا: "هذا يبدو سلبيًا على مستوى الأسعار، لكن قد يتم التخفيف من هذا الأثر عبر قيام تحالف أوبك+ بتعديل خطته الأصلية وإبطاء وتيرة إعادة المعروض إلى السوق."
وكان تحالف أوبك+، الذي يضم دول أوبك ومنتجين من خارجها بقيادة السعودية، قد فاجأ الأسواق مؤخرًا بزيادة الإمدادات. فقد اتفقت المجموعة في أوائل مايو على زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا خلال شهر يونيو، وذلك بعد قرار مماثل في أبريل بزيادة الإنتاج بالكمية ذاتها.
أزمة اقتصادية خانقة في إيران
يعاني الاقتصاد الإيراني من تدهور كبير منذ انسحاب إدارة ترامب في عام 2018 من الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والذي تم توقيعه في عام 2015 بمشاركة روسيا، الصين، الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، مقابل تخفيف العقوبات على طهران مقابل تقييد ومراقبة أنشطتها النووية.
وفي ظل تراجع قيمة العملة الوطنية، وتفشي أزمة غلاء المعيشة، واندلاع احتجاجات متكررة على مدار السنوات الأخيرة، تعرضت إيران لضربة إضافية بخسارتها حليفها الرئيسي في المنطقة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا العام الماضي. كما قضت إسرائيل على معظم قيادة حزب الله، الذراع العسكرية الإيرانية في لبنان.
ورغم معارضة المرشد الأعلى علي خامنئي سابقًا لأي مفاوضات مع الولايات المتحدة، أفادت تقارير بأن مسؤولين حكوميين كبار أطلقوا جهدًا منسقًا لتغيير موقفه، وقدموا له التفاوض كخيار حتمي لإنقاذ النظام من الانهيار.