هل انتهى صعود الذهب؟ السوق يترقب بيانات اقتصادية هامة خلال اليوم!

هل انتهى صعود الذهب؟ السوق يترقب بيانات اقتصادية هامة خلال اليوم!
الذهب

شهدت أسعار الذهب اليوم انخفاضًا طفيفا، حيث تراجعت بنحو 0.30% اليوم الخميس بعد أن أغلقت تداولات أمس الأربعاء على انخفاض بأكثر من 2% لتصل إلى أدنى مستوى لها في خمسة أسابيع. ويعزى هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى تراجع الطلب على الأصول الآمنة، مدفوعًا بتخفيف حدة التوترات التجارية العالمية وانحسار المخاطر الجيوسياسية.

سعر الذهب اليوم

شهدت أسعار الذهب والمعادن الثمينة تباينًا في الأداء خلال تعاملات اليوم الخميس. فقد سجل سعر الذهب الفوري تراجعًا طفيفًا بنسبة تراوحت بين 0.30% و 0.46% ليبلغ 3,162.78 دولارًا، ولكنه لا يزال مرتفعًا بنسبة 33.41% على أساس سنوي. وبالمثل، انخفض سعر عقود الذهب الآجلة بنسبة أكبر بلغت 0.82% ليصل إلى 3,162.30 دولارًا، بانخفاض قدره 26.00 دولارًا، مع ارتفاع سنوي قدره 31.75%.

أما البلاتين فقد انخفض أيضًا بنسبة 0.67% ليصل إلى 974.60 دولارًا، ولكنه لا يزال مرتفعًا بنسبة 0.48% على أساس سنوي. وفي المقابل، سجل البلاديوم انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.27% ليصل إلى 952.14 دولارًا. وشهدت الفضة انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 1.35% لتصل إلى 32.01 دولارًا.

الاتفاقيات التجارية تقوض أسعار الذهب

ساهم الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والصين على تعليق بعض الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا في تهدئة المخاوف بشأن الحرب التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم. كما أشار الرئيس ترامب إلى استمرار المحادثات مع كوريا الجنوبية واليابان والهند، مما عزز الآمال في التوصل إلى اتفاق تجاري أوسع.

الذهب يواجه ضغوط بيعية مع تراجع التوترات الجيوسياسية

بالإضافة إلى ذلك، ساهم تراجع التوترات بين الهند وباكستان والآمال المتزايدة بأن يخفف الرئيس ترامب العقوبات على سوريا خلال زيارته للشرق الأوسط في تقليل المخاطر الجيوسياسية.

ويرى محللون أن التحسن في التوقعات الاقتصادية العالمية والجهود الدبلوماسية التي تبذلها إدارة ترامب للتفاوض مع الدول الأخرى قد حولت الأنظار نحو الأسهم كخيار استثماري أقل مخاطرة من الذهب في الوقت الحالي. ومع تحسن الاقتصاد، من المتوقع أن يواجه الذهب المزيد من ضغوط البيع.

تراجع احتمالات خفض الفائدة

كما عززت بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقل من المتوقع التكهنات بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يعتبر عادةً داعمًا للأصول التي لا تدر عائدًا مثل الذهب.

ويترقب مستثمرو الذهب اليوم بيانات التجزئة الأمريكية التي تمثل حدثًا هامًا يؤثر بشكل ملحوظ على أسعار الذهب. حيث تُعد بيانات مبيعات التجزئة مؤشرًا رئيسيًا على إنفاق المستهلكين وصحة الاقتصاد الأمريكي. وقد تدفع البيانات الاقتصادية القوية مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى التفكير في الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة أو حتى زيادتها لمكافحة التضخم.

التوقعات المستقبلية لسعر الذهب

خفضت سيتي جروب توقعاتها حول مستهدفات أسعار الذهب خلال الثلاثة أشهر القادمة إلى 3150 دولارًا للأوقية، بعد أن كانت التوقعات السابقة أعلى، في إشارة إلى توقعات بحدوث تماسك سعري بعد المكاسب الأخيرة التي سجلها المعدن النفيس.

وعلى الرغم من التراجع الذي شهدته عقود الذهب خلال تعاملات الجلسة الماضية؛ إلا أن عوامل الدعم لا تزال قائمة، في ظل الضبابية الاقتصادية العالمية المستمرة والطلب القوي من جانب البنوك المركزية، مما يعزز من استمرار الإقبال على الذهب كأصل آمن.

في حين يرى محللو بنك "جي بي مورجان" أن أسعار الذهب تتجه نحو قفزة هائلة لتصل إلى 6000 دولار للأوقية بحلول عام 2029. ويستند هذا التوقع الطموح إلى سيناريو افتراضي بسيط يتمثل في قيام المستثمرين الأجانب بتحويل 0.5% فقط من أصولهم الأمريكية إلى المعدن الأصفر.

 

ويشرح المحللون أن هذه الخطوة المتواضعة ستدفع أسعار الذهب للارتفاع سنويًا بنسبة 18%، وصولًا إلى الهدف المذكور. ويعود السبب في هذا التأثير الكبير إلى محدودية المعروض العالمي من الذهب، مما يجعل أي زيادة ولو طفيفة في الطلب قادرة على إحداث تحركات سعرية جذرية.

ويضيفون أن تحويل 0.5% من إجمالي الأصول الأمريكية المملوكة للأجانب إلى الذهب سيترجم إلى تدفقات نقدية إجمالية تقدر بنحو 273.6 مليار دولار إلى المعدن النفيس على مدى أربع سنوات، أي ما يعادل حوالي 2500 طن متري من الذهب.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image