النفط يغلق مرتفعاً 3% بدعم التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

ارتفعت أسعار النفط بنحو 3% يوم الخميس، مدفوعة بآمال حدوث اختراق في المحادثات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكَين للنفط في العالم.

وأنهت عقود خام برنت الجلسة مرتفعة بمقدار 1.72 دولار، أو 2.8%، لتسجل 62.84 دولار للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.84 دولار، أو 3.2%، ليبلغ 59.91 دولار للبرميل.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بكبير المسؤولين الاقتصاديين في الصين في العاشر من مايو بسويسرا، في إطار مفاوضات تهدف إلى إنهاء حرب تجارية تُلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي. وقال أولي هفالبي، المحلل لدى "SEB"، إن التفاؤل المحيط بهذه المحادثات كان عاملاً داعماً لأسواق النفط.

وتُعد الولايات المتحدة والصين أكبر اقتصادين في العالم، وقد أدى النزاع التجاري بينهما إلى توقعات بانخفاض نمو الطلب على النفط.

وحذر محللون من أن تقلبات السوق النفطية المدفوعة بالرسوم الجمركية لم تنتهِ بعد. وقال جيم ريتربوش، من شركة الاستشارات الأميركية "ريتربوش وشركاه"، في مذكرة: "الزيادة والنقصان في أسعار النفط خلال السنوات الأخيرة كانت مدفوعة بعلاوة المخاطر العالمية، لكن الآن تم استبدالها بما يمكن تسميته بـ‘علاوة الرسوم‘، التي ستستمر بالتقلب مع كل جديد يصدر عن إدارة ترامب".

وفي تطور تجاري آخر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن "اتفاق تجاري" تُبقي الولايات المتحدة بموجبه على رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات البريطانية، في حين وافقت بريطانيا على خفض رسومها من 5.1% إلى 1.8%، مع منح دخول أوسع للسلع الأمريكية إلى سوقها.

على صعيد الإمدادات، من المتوقع أن تزيد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها في تحالف "أوبك+" من إنتاجهم النفطي، ما يشكل ضغطاً على الأسعار.

وأظهر مسح أجرته "رويترز" أن إنتاج أوبك انخفض قليلاً في أبريل، على الرغم من بدء تنفيذ زيادة مبرمجة في الإمدادات، ويعود ذلك إلى تراجع الصادرات الفنزويلية بفعل محاولات أميركية جديدة لتقليص الإمدادات، إلى جانب انخفاضات طفيفة في الإنتاج بكل من العراق وليبيا.

وخفض محللو "سيتي ريسيرش" توقعاتهم لسعر خام برنت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إلى 55 دولاراً للبرميل بدلاً من 60 دولاراً، لكنهم أبقوا على توقعاتهم طويلة الأجل عند 60 دولاراً للبرميل هذا العام.

وأشاروا إلى أن التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران قد يدفع أسعار برنت إلى الهبوط نحو 50 دولاراً للبرميل نتيجة زيادة المعروض العالمي، في حين أن غياب الاتفاق قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 70 دولاراً.

وفي سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مصفاتين صينيتين صغيرتين بسبب شرائهما النفط الإيراني، ما أدى إلى صعوبات في تلقي شحنات الخام، ودفع بهما إلى بيع المنتجات تحت أسماء مختلفة، وفقاً لمصادر مطلعة، في مؤشر على حجم الاضطراب الذي تسببه الضغوط الأميركية المتزايدة على أكبر مشترٍ للنفط الإيراني.