التحليل الفني للذهب (XAU/USD): الذهب يختبر مستويات الحسم

التحليل الفني للذهب (XAU/USD): الذهب يختبر مستويات الحسم
الذهب

شهدت أسعار الذهب خلال تعاملات الخميس تراجعًا محدودًا بلغ نحو 1%، بعد أن لامست مستويات دعم فنية هامة أثارت اهتمام المتداولين والمستثمرين في أسواق المال. وبينما دفع اتفاق تجاري محتمل بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بعض المتعاملين نحو تقليص مراكزهم التحوطية، ظهرت إشارات فنية تدعم احتمالية عودة الزخم الصاعد للذهب بقوة خلال الجلسات القادمة.

منطقة دعم حرجة واستجابة واضحة

على الإطار الزمني القصير (H1)، ارتد الذهب من منطقة دعم محورية تتراوح بين مستويات 3305 – 3321 دولارًا للأونصة. هذه المنطقة تمثل نقطة ارتكاز سعري واضحة، سبق أن شكّلت قاعدة انطلاق في موجات صعود سابقة. وقد جاءت الاستجابة السعرية من هذه المنطقة قوية، حيث عاد الذهب سريعًا ليتداول أعلى 3350، ما يعزز احتمالية استمرار المسار الصاعد بشرط عدم كسر الدعم مجددًا.

أهداف فنية مرجّحة في حال تأكيد الصعود

في حال حافظ الذهب على استقراره أعلى 3320، فإن النظرة الفنية تميل نحو مزيد من المكاسب على المدى القصير. المستويات التالية التي قد تستهدفها الأسعار تشمل:

  • مستوى 3360 دولارًا والذي تحقق بالفعل.

  • ثم منطقة 3410 دولارًا، وهي مقاومة فرعية من شأنها اختبار مدى صلابة المشترين.

  • وفي حال تم تجاوزها، ستكون الأنظار متجهة نحو المنطقة المفصلية بين 3470 و3500 دولارًا، والتي تمثل سقفًا سعريًا نفسيًا ومقاومة تقنية ذات تأثير تاريخي.

متى تتغير الصورة الفنية؟

أي كسر واضح لمستوى 3305 والإغلاق أدناه، سيعيد ترتيب المشهد بالكامل، ويدفع الذهب إلى سيناريو هابط قصير المدى، قد يعيده لاختبار مناطق 3280 وربما أدنى من ذلك، وهو ما يجعل هذا المستوى الحد الفاصل بين استمرارية الصعود وبداية الانعكاس.

العوامل الأساسية: هل التراجع مبرر؟

جاء التراجع الأخير للذهب بالتزامن مع إعلان مرتقب لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يتضمن إعفاءات جمركية محتملة. هذا التطور حفّز الأسواق على تقليص المراكز الآمنة، وهو سلوك معتاد في حالات الانفراج الجيوسياسي أو التجاري. ولكن، تجدر الإشارة إلى أن تفاصيل الاتفاق لم تُكشف بالكامل بعد، مما يترك الباب مفتوحًا لاحتمالات التعديل أو التأجيل، وهو ما قد يعيد المخاوف ويعزز جاذبية الذهب مجددًا.

من ناحية أخرى، أبقى الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير، وأكد رئيسه جيروم باول أن الاقتصاد الأمريكي ما زال متماسكًا، رغم وجود إشارات إلى أن تداعيات الحرب التجارية قد تظهر لاحقًا هذا العام. هذه التصريحات تقلل من احتمالية أي خفض قريب للفائدة، مما يضغط على الذهب من زاوية العائد، لكنه في ذات الوقت يحافظ على وضعه كملاذ استراتيجي في ظل ارتفاع المخاطر الكلية.

المستثمرون الكبار لم يغادروا المشهد

رغم التصحيح الأخير، لا تزال بعض المؤسسات المالية الكبرى تراهن على الذهب كأداة للتحوّط من التقلبات العالمية. تصريحات من مديري صناديق مثل Waratah Capital تؤكد استمرار الثقة في الذهب على المدى المتوسط، خاصة مع اتساع رقعة المخاطر الجيوسياسية وتزايد الحديث عن أزمات اقتصادية غير متوقعة.


الخلاصة: الذهب يقف حاليًا عند مفترق طرق. الاستقرار أعلى 3320 يعزز فرص الصعود نحو قمم جديدة، بينما أي كسر للدعم سيعيد السوق إلى حالة من الترقب والتصحيح. ومع استمرار تدفق الأخبار الجيوسياسية والاقتصادية، تبقى القرارات اللحظية مرهونة بمدى تفاعل الأسواق مع المعطيات المتغيرة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image