أسعار النفط تتهاوى لأدنى مستوى منذ أبريل في مستهل التعاملات بعد قرار أوبك+

شهدت أسعار النفط انخفاضًا حادًا في مستهل تعاملات اليوم الاثنين، حيث تجاوزت خسائر البرميل الدولارين، وذلك بعد قرار تحالف "أوبك+" تسريع وتيرة زيادة الإنتاج. تزامن هذا الانخفاض مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، مما أضاف المزيد من الضغط على الأسواق.
أداء أسعار النفط:
- خام برنت: انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة كبيرة بلغت 3.33% أو 2.04 دولارًا للبرميل، لتصل إلى 59.25 دولارًا للبرميل ليلامس أدنى مستوياته منذ التاسع من أبريل.
- خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي: تراجع سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة أكبر بلغت 3.60% أو 2.10 دولارًا للبرميل، ليصل إلى 56.19 دولارًا للبرميل. وقد سجل الخام أيضًا أدنى مستوياته منذ التاسع من أبريل عند افتتاح التداول.
ما الذي دفع أسعار النفط للتراجع؟
- تسريع "أوبك+" لزيادة الإنتاج:
فقد اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها ("أوبك+") على تسريع وتيرة زيادات إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي. وبموجب القرار الجديد، سيرتفع الإنتاج في يونيو بمقدار 411 ألف برميل يوميًا. وبذلك، يرتفع إجمالي الزيادات في الأشهر الثلاثة (أبريل ومايو ويونيو) إلى 960 ألف برميل يوميًا، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 44% من حجم التخفيضات الأصلية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا والتي تم الاتفاق عليها منذ عام 2022. ويرى محللون أن هذا القرار يعزز توقعات السوق بتحول ميزان العرض والطلب العالمي إلى فائض.
- ضغوط سعودية لمعاقبة المخالفين:
حيث أفادت مصادر في "أوبك+" بأن المملكة العربية السعودية تضغط على المجموعة لإنهاء تخفيضات الإنتاج السابقة بشكل أسرع بهدف معاقبة العراق وكازاخستان على عدم التزامهما بحصص الإنتاج المتفق عليها. وقد تصل المجموعة إلى إلغاء تخفيضاتها الطوعية بالكامل بحلول نهاية أكتوبر إذا لم يتحسن التزام الدول الأعضاء.
- تخفيض توقعات الأسعار:
فقد قام بنك باركليز بتخفيض توقعاته لأسعار النفط، حيث خفض توقعاته لسعر خام برنت لعام 2025 بمقدار 4 دولارات ليصل إلى 66 دولارًا للبرميل، ولعام 2026 بمقدار دولارين ليصل إلى 60 دولارًا للبرميل. وعزا البنك هذا التخفيض إلى قرار "أوبك+" بتسريع خطة التخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج.
- تصاعد التوترات في الشرق الأوسط:
على صعيد آخر، زادت حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط بعد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرد على إيران بسبب إطلاق جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من طهران صاروخًا بالقرب من مطار إسرائيلي رئيسي. وفي المقابل، حذر وزير الدفاع الإيراني من رد قوي إذا هاجمت الولايات المتحدة أو إسرائيل بلاده. على الرغم من أن النفط يعتبر تقليديًا حساسًا للتوترات الجيوسياسية، إلا أن تأثير هذا العامل بدا محدودًا اليوم في ظل الضغط الناتج عن قرار أوبك+.