مفاجأة من أوبك؟ استطلاع يكشف تراجع الإنتاج في أبريل

مفاجأة من أوبك؟ استطلاع يكشف تراجع الإنتاج في أبريل
أوبك

في تحوّل غير متوقع، سجلت منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" انخفاضًا في إنتاجها خلال أبريل الماضي، خلافًا للتوقعات بزيادته. ووفقًا لاستطلاع جديد أجرته وكالة "بلومبيرغ" ونُشر يوم الخميس، تراجع إنتاج أوبك بمقدار 200 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 27.24 مليون برميل يوميًا.

ما يثير التساؤلات هو أن نصف هذا التراجع جاء من فنزويلا، حيث بدأت شركات مثل "شيفرون" وغيرها في تقليص عملياتها استعدادًا لعودة العقوبات الأميركية. لكن اللافت أكثر هو أن دولتين تمتلكان تصريحًا رسميًا لزيادة إنتاجهما—الإمارات والسعودية—لم تستغلا هذه المساحة كما كان متوقعًا.

الإمارات خفّضت إنتاجها بـ 80 ألف برميل يوميًا، رغم حصولها على استثناء لزيادته. أما السعودية، فرفعت إنتاجها بشكل هامشي فقط بمقدار 20 ألف برميل يوميًاوهو أقل بكثير من حصتها المخصصة.

اختبار مصداقية حاسم

هذا التراجع يأتي في وقت تعهد فيه تحالف "أوبك+" بخفض فائض إنتاج بلغ 4.57 مليون برميل يوميًا بحلول يونيو 2026، مع تنفيذ الجزء الأكبر من هذه التخفيضات خلال عام 2025. وفي خطوة بدا أنها تهدف لمعاقبة الدول التي تتجاوز حصصها، تمت مضاعفة الزيادة المقررة في إنتاج مايو إلى 411 ألف برميل يوميًاوهي خطوة يُعتقد أن السعودية كانت خلفها.

ومع ذلك، يتزامن كل هذا مع تراجع سعر خام "برنت" إلى ما دون 65 دولارًا للبرميل، بل هبط مؤقتًا دون 60 دولارًا خلال تداولات اليوم.

السعودية: بين الرسائل المتضاربة والواقع المالي

ذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن خمسة مصادر مجهولة أن مسؤولين سعوديين أبلغوا حلفاءهم بأن المملكة لم تعد مهتمة بدعم الأسعار وأنها قادرة على التكيّف مع انخفاض الإيرادات. لكن أرقام الإنتاج الأخيرة تشكك في صدقية هذا الخطاب.

الميزانية السعودية تعتمد على سعر 90 دولارًا للبرميل لتحقيق التعادل المالي، بينما يبلغ السعر الفعلي اليوم حوالي 61 دولارًا فقط.

إلى أين تتجه "أوبك+"؟

حتى الآن، لم تتفق "أوبك+" على مسار واضح، بحسب مصادر إعلامية قريبة من المنظمة. وهذا يُمهّد لاجتماع حاسم يوم الإثنين، حيث من المتوقع أن يُعلن عن زيادة جديدة—أو على الأقل، خطط مستقبلية لزيادة الإنتاج.

السؤال المطروح: هل نشهد تفكيكًا منظمًا لاتفاقات خفض الإنتاج؟ أم أننا أمام بداية "حرب أسعار" جديدة؟ الإجابة تعتمد على من تسأله، في ظل تسريبات إعلامية متباينة بشأن استراتيجية السعودية.

لكن المملكة، عبر تصريحات نُشرت في "أرغوس ميديا"، بدت وكأنها ترسل رسالة مبطنة لكل من يحاول التلاعب بالسرد.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image