أول 100 يوم من ولاية ترامب الثانية: ماذا حدث للذهب؟

تراجعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء متخلية عن نصف مكاسبها التي بلغت 85 دولارًا أمس، مما قلص مكاسبها مقابل الدولار خلال أول 100 يوم من ولاية دونالد ترامب الثانية في البيت الأبيض إلى 22%، مع استمرار "فوضى الشركات" وسط حالة من الارتباك وعدم اليقين الجيوسياسي الناجم عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي.

ومع انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لأكبر الشركات الأمريكية بنسبة 7.5% منذ أن أدى ترامب اليمين الدستورية في 20 يناير، تقول صحيفة فاينانشال تايمز: "إن أول 100 يوم لترامب تُمثل أسوأ فترة لسوق الأسهم الأمريكية منذ جيرالد فورد"، إن لم تكن "بنفس سوء فترة نيكسون" وفقًا لبارونز وصحيفة إنفستورز بيزنس ديلي.

في المقابل، حقق الذهب أقوى مكاسب له في أول 100 يوم له منذ أن حقق قفزة بنسبة 39.1% عندما بدأ ريتشارد نيكسون ولايته الثانية عام 1973 - والتي انتهت رئاسته بفضيحة ووترغيت بعد 15 شهرًا، تلتها زيادة بنسبة 21.9% خلال أول 100 يوم من تولي جيرالد فورد، نائب الرئيس الذي خلف نيكسون، منصبه.

تم تداول الذهب عند 3310 دولارات للأوقية يوم الثلاثاء، وقد حققت خلال المائة يوم الماضية مكاسب بنسبة 22.2% بالدولار الأمريكي، مسجلةً 26 مستوى قياسي جديد لها على الإطلاق.

من ناحية أخرى، ارتفع الذهب باليورو والجنيه الإسترليني بنسبة 11.4% و11.9% على التوالي، محققًا بالكاد نصف مكاسب مستثمري الدولار خلال المائة يوم، حيث أدت صدمة "الحرب التجارية" التي شنها ترامب على الأسواق المالية إلى انخفاض قيمة العملة الأمريكية في سوق الصرف الأجنبي إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات.

وبعد مئة يوم من رئاسة ترامب الثانية، انضمت جنرال موتورز وكرافت هاينز وإلكترولوكس يوم الثلاثاء إلى قائمة متنوعة من الشركات التي سحبت توقعاتها لعام 2025 أو خفضتها، وفقًا لرويترز، حيث أثارت حالة عدم اليقين بشأن رسوم ترامب التجارية في يوم التحرير "قلقًا في عالم الشركات".

وصرحت شركة يو بي إس العملاقة للتوصيل بأنها ستسرح 20 ألف وظيفة تحسبًا لانخفاض حجم الطلبات من عملاء شريكها الأول، أمازون.

كما أرجأت شركة جنرال موتورز، عملاق صناعة السيارات، مكالمتها الربع سنوية مع المستثمرين إلى يوم الخميس، "بانتظار تغييرات محتملة في سياسة الرسوم الجمركية".

ويقول برنارد دحداح، محلل المعادن الثمينة في بنك الاستثمار الفرنسي ناتيكسيس: "تراجعت أسعار الذهب مع استخدام ترامب لهجة أكثر ليونة" بشأن الرسوم الجمركية.

وإذا أخذنا في الاعتبار أن تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية قد بلغت ذروتها، إلى جانب الاتفاق النووي الإيراني المحتمل والهدنة بين روسيا وأوكرانيا، فقد يكون هذا نقطة تحول نحو تباطؤ في وتيرة نمو الذهب. تتفق رونا أوكونيل، كبيرة المحللين في شركة ستون إكس للوساطة، مع هذا الرأي، حيث تقول: "كان الذهب في منطقة ذروة الشراء بشكل كبير يوم الثلاثاء الماضي، وقد امتد التصحيح الذي أعقب ذلك بفعل بعض التسهيلات التجارية، وربما التوترات الأوكرانية أيضًا".

"بدأت علاوة المخاطرة بالتراجع، وما لم تتصاعد التوترات مجددًا، فسنتمسك برأينا بأننا وصلنا إلى الذروة".

ويقول جيمس ستيل، محلل المعادن الثمينة في بنك إتش إس بي سي العالمي للسبائك، إن أي انخفاض في مخاطر الرسوم الجمركية "سيُزيل أحد أضلاع الارتفاع، بلا شك"، مشددًا على أن حالة عدم اليقين المحيطة بسياسة ترامب التجارية هي التي أضرت بالأسهم ودفعت الذهب إلى الارتفاع.

"إذا حصلنا على بعض الوضوح بشأن قضية الرسوم الجمركية، فسيُسهم ذلك في تقويضها... [لكن] على مدار العامين الماضيين، كانت العوامل الجيوسياسية هي المسيطرة.

"سيكون الذهب، كونه أصلًا ثابتًا وملاذًا آمنًا، هو الرابح الأكبر في هذا الوضع".

" في غضون ذلك، سُجِّل سعر الفضة في لندن عند حوالي 33.20 دولارًا للأونصة يوم الثلاثاء، مرتفعًا بنسبة 8.5% لمستثمري الدولار منذ بداية أول 100 يوم لترامب في منصبه، ولكنه انخفض بنسبة 1.7% باليورو و1.1% بالجنيه الإسترليني منذ 20 يناير.