الذهب يترنح بعد القمم التاريخية ويواجه رياحًا معاكسة ... هل يستمر التراجع؟

شهدت أسعار الذهب ارتفاعات ملحوظة خلال شهر أبريل 2025، متجاوزة أداء العديد من فئات الأصول الأخرى، حتى أن البعض قارن وتيرة صعوده بصعود عملة "بتكوين". وقد جاء هذا الارتفاع مدفوعًا باستمرار التوترات التجارية العالمية التي يقودها ترامب، مما دفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة.
وعلى الرغم من هذا الصعود القوي الذي وصل بالذهب إلى مستويات قياسية الأسبوع الماضي، بدأت تظهر مؤشرات في سوق عقود الخيارات تدعو إلى توخي الحذر. فقد سجل حجم التداول على عقود خيارات صندوق "إس بي دي آر غولد شيرز إي تي إف" مستويات غير مسبوقة تجاوزت 1.3 مليون عقد.
وفي الوقت نفسه، استقرت تكلفة التحوط من انخفاض الأسعار في الصندوق قرب أدنى مستوياتها منذ أغسطس الماضي، بينما ارتفع معدل التقلب الضمني، وهو نمط يعتبر غير معتاد.
ويرى محللون أن هناك اختلالًا في سعر الذهب الحالي مقارنة بالعوامل الأساسية مثل سعر الدولار الأمريكي وأسعار الفائدة الحقيقية. كما يشيرون إلى أن موجة كبيرة من المضاربات قد تكون ساهمت في ارتفاع الأسعار بعد تصريحات ترامب الأخيرة بشأن التجارة. وقد خفض مديرو صناديق التحوط بالفعل صافي مراكز عقود الشراء المستقبلية وعقود الخيارات للذهب إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عام.
أسعار الذهب اليوم
شهدت أسعار الذهب تراجعًا بأكثر من 1% خلال تداولات اليوم الاثنين، حيث عزز تراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين شهية المستثمرين للمخاطرة، مما أضعف الطلب على الأصول الآمنة كالذهب. كما زاد ارتفاع الدولار الأمريكي من الضغوط على أسعار المعدن النفيس، حيث يجعله أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وبحلول الساعة 02:20 بتوقيت جرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 3272.89 دولار للأوقية. وكان الذهب قد سجل مستوى قياسيًا مرتفعًا عند3500.05 دولار في 22 أبريل. كما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لتصل إلى 3283.70 دولار للأوقية.
كما تراجعت أيضا أسعار المعادن النفيسة الأخرى خلال تداولات اليوم، حيث انخفضت الفضة بنسبة 1.2% إلى32.70 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 0.6% إلى965.70 دولارًا، بينما نزل البلاديوم بنسبة 1% إلى 939 دولارًا للأوقية.
الخلاصة:
بعد موجة صعود قوية، تواجه توقعات استمرار ارتفاع أسعار الذهب تحديات متزايدة في ظل ظهور مؤشرات على تراجع التوترات التجارية وارتفاع الدولار الأمريكي.