لماذا تسجّل أسعار الذهب ارتفاعات قياسية؟ وما التالي؟

يشهد الذهب صعوداً مذهلاً خلال عام 2025، إذ بلغ مستوى غير مسبوق فوق 3400 دولارا للأوقية في الحادي والعشرين من أبريل الجاري، بعد أن قفز بنسبة 19% خلال الربع الأول، وهو أفضل أداء ربع سنوي للمعدن النفيس منذ ما يقارب أربعة عقود.
الذهب في قلب العاصفة المالية
جاء هذا الارتفاع وسط تقلبات حادة في الأسواق المالية، حيث تراجع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 3% خلال نفس الفترة، ما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن، ليؤكد مجدداً على العلاقة العكسية التقليدية بين الذهب والأسواق في أوقات عدم اليقين.
سياسياً، لعبت رسوم "يوم التحرير" التي فرضها الرئيس دونالد ترامب دوراً رئيسياً في اضطراب الأسواق، ما حفّز المستثمرين على اللجوء إلى الأصول الدفاعية مثل الذهب، مع تزايد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.
ما الذي يدفع السوق الصاعدة للذهب؟
1. مشتريات البنوك المركزية
تمثل البنوك المركزية العالمية العامل الأبرز وراء ارتفاع الذهب، إذ تسعى إلى تنويع احتياطاتها بعيداً عن الدولار الأميركي. وتُعد هذه الجهات مشترين على المدى الطويل، ما يوفّر أرضية داعمة للسوق بغض النظر عن تقلبات الأسعار.
2. الصين واحتياطي الذهب
تملك الصين حالياً نحو 6% فقط من احتياطاتها بالذهب، وهو أقل بكثير من الدول المتقدمة، ما يفتح المجال أمام مشتريات مستقبلية واسعة تضيف دعماً هيكلياً للأسعار.
3. ارتفاع الاستثمار في صناديق ETF
سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في الصين شراء 23 طناً في الربع الأول من 2025، و29 طناً إضافياً في أول أسبوعين من أبريل، مما يعكس دخولاً قوياً للمستثمرين الأفراد والمؤسسات في آن واحد.
4. مشاركة واسعة من المستثمرين الأفراد
بدأ المستثمرون الأفراد مؤخراً بالدخول بقوة إلى سوق الذهب، عبر صناديق المؤشرات، وشراء السبائك، وحتى أسهم شركات التعدين، ما يعزز الطلب من قاعدة استثمارية جديدة.
5. الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية
مع تصاعد القلق من الركود والتضخم والتوترات الجيوسياسية، يواصل الذهب أداءه كملاذ آمن تقليدي ووسيلة تحوّط ضد التضخم والأزمات.
إلى أين قد تصل أسعار الذهب؟
يرى كاميرون جاد، مدير محفظة في مجموعة Victor Smorgon، أن هناك سيناريو معقول لوصول الذهب إلى 4,000 دولار للأونصة في حال استمرار وتيرة الطلب من الصناديق والبنوك المركزية.
بالنسبة للمستثمرين في أستراليا، فإن الوصول إلى هذا المستوى قد يرفع أسعار الذهب المحلي من 5,100 دولار أسترالي إلى أكثر من 6,300 دولار، ما يمثل فرصة ربحية ضخمة لشركات التعدين المحلية، خاصة أن متوسط تكلفة الإنتاج لا يتجاوز 2,051 دولار.
أداء مذهل للصناديق الاستثمارية
حققت صناديق الذهب مثل Victor Smorgon Gold Fund أرباحاً بنسبة 28.5% في الربع الأول من 2025، و50.8% منذ بداية العام المالي. كما سجل الصندوق عائداً صافياً 111% منذ مايو 2020، متفوقاً بفارق كبير على مؤشر أسهم الذهب في البورصة الأسترالية.
ما الذي قد يُبطئ هذا الارتفاع؟
- استقرار الأسواق المالية وعودة الثقة بالأسهم
- قوة الدولار الأميركي
- هدوء التوترات الجيوسياسية
- توقف البنوك المركزية عن الشراء
- ارتفاع أسعار الفائدة العالمية
- عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد المكاسب الضخمة
المؤشرات التي يجب متابعتها:
- تدفقات صناديق ETF: ترصد معنويات المستثمرين الأفراد والمؤسسات.
- مشتريات البنوك المركزية: خاصة من الصين، كونها تمتلك حصة منخفضة من الذهب.
- قوة الدولار الأميركي: تؤثر بشكل عكسي على الذهب.
- تقلبات سوق الأسهم: خصوصاً مؤشرات التكنولوجيا مثل ناسداك.
- تحديثات أسعار الذهب من بيوت التحليل الكبرى: أي رفع لتوقعات الأسعار قد يجذب المزيد من المؤسسات.
- الفجوة بين تكلفة الإنتاج وسعر السوق: توسّع الهوامش يعزز أرباح شركات التعدين ويجذب الاستثمارات.