الذهب يصل لمرحلة ذروة الشراء.. لكنه لا يزال مدعومًا لهذه الأسباب!

الذهب يصل لمرحلة ذروة الشراء.. لكنه لا يزال مدعومًا لهذه الأسباب!

مع إغلاق الأسواق يوم الجمعة بسبب عطلة عيد الفصح الطويلة، أقدم المستثمرون على جني بعض الأرباح يوم الخميس بعد أن بلغ الذهب مستوى قياسيًا جديدًا متجاوزًا 3350 دولارًا للأونصة. وعلى الرغم من أن الذهب يبدو في حالة شراء مفرط، إلا أن بعض المحللين أكدوا أن السوق لا يزال في اتجاه صاعد قوي.

ورغم ضغوط البيع، حافظ الذهب على دعم قوي حول مستوى 3300 دولار. وسُجّل آخر تداول للذهب الفوري عند 3327 دولارًا للأونصة، بارتفاع يقارب 2.5% خلال الأسبوع.

وصف ديفيد موريسون، كبير محللي السوق في شركة Trade Nation، حركة أسعار الذهب هذا الأسبوع، بما في ذلك ارتفاع يوم الأربعاء بمقدار 100 دولار، بأنها تمثل "قمة انفجارية".

وقال: "ارتفع الذهب بنسبة 13%، أو ما يعادل 360 دولارًا، خلال أسبوع واحد. لذلك، لا ينبغي للمستثمرين أن يُفاجَؤوا بالتراجع الحالي للأسعار. كما أن الذهب يبدو في حالة شراء مفرط للغاية، مع وصول مؤشر الـ MACD اليومي إلى مستويات لم نشهدها منذ أبريل 2011، أي قبل آخر ذروة للأسعار. هذا لا يعني أن الذهب لن يواصل الارتفاع، لكن على المشترين توخي الحذر عند المستويات الحالية".

ويأتي صمود الذهب في وقت أنهى فيه الدولار الأمريكي الأسبوع عند أدنى مستوى له خلال ثلاث سنوات، عند 99.39 نقطة.

استثمر بذكاء في ظل تقلبات الذهب القياسية مع Investing Pro! احصل على تحليلات فورية لأسهم شركات الذهب وتوقعات الخبراء حول اتجاهاتها المستقبلية، مع أدوات متقدمة تساعدك على تحديد أفضل نقاط الدخول والخروج في هذا السوق المتقلب.

الذهب كبديل آمن في ظل ضعف الدولار والسياسات الأمريكية

قال كريستوفر فيكيو، رئيس قسم العقود الآجلة والعملات الأجنبية في موقع Tastylive.com، إن الذهب سيواصل الاستفادة من ضعف الدولار الأمريكي. ورغم أنه لا يُتوقع أن يفقد الدولار وضعه كعملة احتياطية قريبًا، إلا أن فيكيو يرى أن السياسات التجارية غير المنتظمة للرئيس دونالد ترامب قد أضعفت مكانة الولايات المتحدة في السوق العالمية.

وقال: "نحن نبتعد عن فترة (السلام الأمريكي) ونتجه نحو مبدأ أمريكا أولاً، الذي يحمل مجموعة مختلفة تمامًا من القواعد. لا توجد عملة أخرى يمكن أن تملأ الفراغ كعملة احتياطية، لذلك نحن عالقون بالدولار، لكننا سنحتاج إلى شيء آخر. وهذا الشيء الآخر هو الذهب".

كما توقع محللو العملات في بنك Brown Brothers Harriman استمرار ضعف الدولار الأمريكي، مما سيدعم استمرار الارتفاع غير المسبوق في أسعار الذهب.

وقال وين ثين، رئيس استراتيجية العملات العالمية بالبنك: "ما زلنا نعتقد أن ضعف الدولار مؤخرًا يعود بدرجة كبيرة إلى تزايد فقدان الثقة في صناع السياسات الأمريكيين، إلى جانب التأثير السلبي لعدم اليقين السياسي على الاقتصاد الأمريكي. لذلك، نتوقع استمرار ضعف الدولار، ونرى أن أي تعافٍ محتمل للدولار سيكون هشًا، بغض النظر عن بيانات الاقتصاد الأمريكي".

وفي ظل هذا الوضع، قال فيكيو إنه لا يزال يرى أن أي تراجع في أسعار الذهب يُعد فرصة للشراء.

تصحيحات محتملة وتقلبات سياسية تزيد من غموض السوق

المشكلة التي يواجهها المستثمرون حاليًا هي تحديد المستوى الذي يجب أن تستقر عنده أسعار الذهب وسط هذا الزخم غير المسبوق. وأشار لقمان أوتونوجا، كبير محللي الأبحاث في FXTM، إلى أن تجاوز الذهب لحاجز 3350 دولارًا رفع نسبة الارتفاع هذا العام إلى 28%، متفوقًا على ارتفاع العام الماضي البالغ 24%.

وقال: "لا يزال الذهب يلمع بسبب مخاوف الركود العالمي، والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تدفع المستثمرين نحو ملاذ الذهب الآمن. ومع ذلك، ومع حالة الشراء المفرط للأسعار، فإن تصحيحًا تقنيًا قد يكون وشيكًا قبل أن يواصل الذهب الصعود. وبحسب شدة التصحيح، قد تهبط الأسعار إلى 3250 أو 3140 دولارًا، مع اعتبار مستوى 3000 دولار مستوى دعم نفسي مهم. وإذا أثبت مستوى 3300 دولار صلابته، فقد تدفع الأسعار نحو المستوى النفسي التالي عند 3400 دولار وما بعده".

أما أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، فقد توقع حصول تصحيح كبير في أسعار الذهب، إلا أنه لا يرى أن ذلك سيحدث الأسبوع المقبل.

وقال: "سيتوقف الذهب في النهاية وسيتعرض لتصحيح بقيمة 200 إلى 300 دولار، لكن الوقت لم يحن بعد، خصوصًا مع استمرار الغموض في المشهد، والذي زاد بعد هجوم ترامب الأخير على باول، مما قد يرفع من المخاطر في سوق السندات".

انتقاد رئيس الفيدرالي

يوم الخميس، زاد الرئيس دونالد ترامب من حالة عدم اليقين في الأسواق بانتقاده لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وسياسات البنك النقدية. وكان باول قد أكد، في خطاب ألقاه يوم الأربعاء في نادي شيكاغو الاقتصادي، تمسكه بالموقف الحيادي مع التركيز على تصاعد مخاطر التضخم رغم تزايد التهديدات للنشاط الاقتصادي.

كتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: "جيروم باول من الفيدرالي، الذي يتأخر دائمًا ويكون مخطئًا دائمًا، أصدر بالأمس تقريرًا كان مثالًا آخر على الفوضى الكاملة المعتادة! لا يمكن أن تأتي إقالة باول قريبًا بما فيه الكفاية!".

ويتناقض موقف الفيدرالي الأمريكي مع البنك المركزي الأوروبي الذي خفض أسعار الفائدة يوم الخميس، وأشار إلى مزيد من الخفض في ظل تراجع ضغوط التضخم.

وقال فؤاد رزق زاده، محلل السوق في FOREX.com، إنه يرى مخاطر متزايدة بأن حركة أسعار الذهب تتجه نحو مرحلة من التماسك الممتد، شبيهة بتلك التي تلت ارتفاعات سابقة كبيرة.

وأشار إلى أن أسعار الذهب أصبحت أعلى بمقدار 1275 دولارًا من متوسطها المتحرك لـ200 أسبوع، ما يمثل علاوة بنسبة 61%.

وقال: "من النادر أن يستمر هذا الفارق الكبير ما لم تكن الظروف الاقتصادية الكلية داعمة بقوة. نعم، قد يبرر الوضع الحالي هذا الارتفاع، لكن قوة الانجذاب نحو المتوسط قد تعيد الأمور إلى نصابها".

وأضاف: "مع تراجع الذهب دون مستوى 3300 دولار، فإن الدعم التالي يجب مراقبته عند 3245 دولارًا، والذي كان سابقًا مستوى مقاومة، يليه 3167 دولارًا، الذي كان كذلك مقاومة سابقة. بعد ذلك، تظهر مستويات 3100 و3000 دولار كمستويات دعم رئيسية. وفي حال حدوث تصحيح أعمق، قد نرى الذهب يعيد اختبار 2956 دولارًا أو حتى منطقة الأمان طويلة الأمد عند 2790 دولارًا. لكن لا نريد التسرع في التشاؤم الآن، ولننتظر لنرى اتجاه الذهب في الأيام المقبلة".

وبحسب بعض المحللين، سيبقى الذهب حساسًا للعناوين المتعلقة بالتجارة العالمية والجغرافيا السياسية، خصوصًا في ظل خفة الأجندة الاقتصادية الأسبوع المقبل، وإغلاق العديد من الأسواق العالمية يوم الاثنين بسبب عطلة عيد الفصح الممتدة.

البيانات الاقتصادية المنتظرة الأسبوع المقبل:

الأربعاء: المؤشرات الأولية لمديري المشتريات في قطاعي التصنيع والخدمات، مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة

الخميس: طلبيات السلع المعمرة في الولايات المتحدة، مطالبات البطالة الأسبوعية، مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image