عاجل: ما بعد القمم القياسية للذهب والصعود 3.8% في ساعات..البنوك والخبراء يجيبون

تحققت كل مستهدفات المؤسسات والبنوك المالية الكبرى لسعر الذهب في نهاية العام بالفعل لكن ليس بنهاية العام ولكن بمنتصف إبريل 2025. أي قبل سبعة أشهر ونصف من نهاية العام.
واضطر هذا الأمر كبرى البنوك والمؤسسات لتحديد مستهدفات جديدة للمرة الثانية وأحيانًا الثالثة هذا العام. فيما يلي سنقوم باستعراض مستهدفات البنوك وأهم آراء المحللين العرب عن حركة الذهب ومستهدفاته على المدى القصيرة والبعيد.
ارتفع الذهب بنسب كبيرة أمس مضيفًا أكثر من 100 دولار لكلا عقديه. وسجلت عقود الذهب الآجلة قمة قياسية أمس عند 3,358 دولار للأوقية وأغلق مرتفعًا بـ 3.27% عند 3,346.4 دولار للأوقية.
فيما ارتفعت العقود الفورية بـ 3.8% وسجلت قمة الجلسة عند 3,353.48 دولار للأوقية قبل أن تغلق عند 3,350.27 دولار للأوقية.
جاء هذا الصعود العنيف نتيجة تصاعد التوترات الخاصة بالحرب التجارية وضعف الأخبار الخاصة بجنوح الصين وانفتاحها على محادثات مع الطرف الأمريكي وزاد زخم الصعود مع استبعاد رئيس الفيدرالي، جيروم باول، خفض الفائدة قريبًا وتشديده على المخاوف المحيطة بالاقتصاد الأمريكي من ارتداد التضخم أو مواجعة أزمة خاصة بالنمو وإشارته إلى توقعات ارتفاع معدل البطالة.
انخفض الذهب قليلًا في تداولات اليوم نتيجة عمليات جنيّ الأرباح إلا أن السؤال الأهم الآن يبقى عن حدود صعود الذهب المتسارع في 2025 وما هي قمته. فيما يلي نوضح مستهدفات البنوك والمؤسسات المالية وأبرز المحللين العرب والخبراء.
مستهدفات المؤسسات المالية والبنوك الاستثمارية للذهب في 2025:
• جولدمان ساكس (NYSE:GS): تتوقع وصول الذهب إلى 3,700 دولار بنهاية 2025، مع سيناريو متفائل قد يصل إلى 4,500 دولار في حال تصاعد التوترات الاقتصادية والجيوسياسية.
• بنك UBS: عدّلت مستهدفها إلى 3,500 دولار للأونصة بحلول نهاية 2025، مدعومًا بزيادة مشترياتا لبنوك المركزية.
• ساكسو بنك: تتوقع الآن أن يصل الذهب إلى 3,500 دولار للأونصة خلال 2025، مستندة إلى استمرار ضعف الدولار وارتفاع الطلب من المستثمرين الأثرياء.
• بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC): توقعت متوسط سعرعند 3,063 دولارفي 2025، وقد يصل إلى 3,500 دولار إذا ارتفع الطلبا لاستثماري بنسبة 10%.
• إتش إس بي سي (LON:HSBA) HSBC: رفعت توقعاتها إلى متوسط 3,015 دولارفي 2025 ،مشيرة إلىتصاعد التوتراتا لجيوسياسية كأحد العوامل الدافعة.
• جي بي مورجان (NYSE:JPM): توقعت متوسط سعر 2,600 دولارفي 2025، مع احتمالية تجاوزه في حال استمرار العوامل الداعمة للسوق.
تعليقات المحللين والخبراء لـ InvestingPro عن الذهب:
يرى المحلل الاقتصادي والرئيس التنفيذي للأكاديمية الاقتصادية، د. محمد الغباري، أن ما تشهده الأسواق ما حالة جنون صعودي للذهب هي حالة استثنائية. متوقعًا أن تليها حركة ارتداد عكسية. مبررًا ذلك أن هذا الصعود يستقي وقوده من الحرب التجارية الانتقامية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين، ومع يقين من جانبه بأن يصل القطبين إلى اتفاق في نهاية المطاف سيكون على الذهب العودة للخلف ويحضر سقوط الذهب.
أما المحلل الاقتصادي المتخصص في السلع، غيث أبو هلال، فهو يرى أن هذا الصعود المستمر للذهب له وجاهة ومبرر في خِضم ما تقوم به الولايات المتحدة من تصعيد مستمر في قضية التعرفات الجمركية. ووصول التعريفات الجمركية على بعض السلع الصينية إلى 245%.
وأوضح غيث أن اللحظة الحالية للأسواق لا استخدام فيها للتحليل الفني أو التشبع الشرائي أو البيعي وأن الدور الوحيد له هو تحديد المستويات وأن على الجميع التشبث بالتحليل الأساسي ومراقبة تطورات الحرب التجارية.
وأشار غيث إلى نجاح عقود الفضة في التداول كملاذ آمن للأسواق في أوقات الاضطراب ومع وجود مخاوف ركودية.
ويرى السيد غيث أن التوترات على المدى القريب قد تدفع الذهب نحو مستوى 3395 دولار وأن الهدوء والحركات العكسية قد تسقط به إلى مستوى 3275 دولار.
فيما يرى المستشار المالي، عمر الصياح، أن من المهم متابعة مؤشرات الركود وتحليل احتمالية حدوثه بشكل مدقق ومفصل لأنه سيكون صانع السوق بالنسبة للذهب.
وقال المحلل عمر الصياح أن الزخم الشرائي للذهب ارتفع عند مستوى 3112 دولار مما يعني وجود صناع سوق عند هذا المستوى. وتابع: "موجة الصعود الخامسة لم تنتهِ بعد وستنتهي مع استخداف 3450 دولار."
وأشار الصياح أن أقرب نقطة سعرية داعمة للصعود هي 3262 دولار، وعلق: "من المتوقع أن يستمر صعود الذهب نحو 3262 ، شرط أن يختبر 3100 اختبار الوداع ، وبحال أغلق أعلى 3262 عدة إغلاقات متتالية سنرى استهداف مستوى 3450 ـ قيد التحقيق."
القيمة العدالة للذهب الآن؟
على الرغم من أن ارتفاع الذهب بدأ يبدو مضاربيًا بعض الشيء مع التحركات الأخيرة، أشار المحللون إلى أنه من الصعب تحديد القيمة العادلة بدقة مع انخفاض الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات.
الرالي مستمر للمعدن الأصفر؟
قال ديفيد موريسون، كبير محللي السوق في Trade Nation: "عادةً ما يحتاج الذهب إلى التماسك عند مستويات قياسية جديدة قبل ظهور مشترين جدد للاستفادة من الأسعار المنخفضة وتقليل ظروف ذروة الشراء. لكن المستثمرين كانوا يائسين للعثور على ملاذ آمن وسط مذبحة السوق، خاصة بعد أن فشلت عمليات الهروب إلى سندات الخزانة الأمريكية، وهي التجارة التقليدية 'الهروب إلى الجودة'، بشكل مذهل. يواصل الذهب جذب المشترين الذين يواصلون البحث عن ملاذات آمنة وسط ضعف الدولار والتيار المتواصل من عناوين الرسوم الجمركية المتنافسة. لكنه ارتفع الآن بأكثر من 8% منذ الأربعاء، لذا 'فليحذر المشتري'".
توقع نعيم أسلم، كبير مسؤولي الاستثمار في Zaye Capital Markets، أيضًا أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع. أضاف: "إنه في منطقة ذروة الشراء، لا شك في ذلك - بل ومضطرب أيضًا - لكن الفوضى مثل هذه تقلب النص. عندما يسود الذعر، يصبح الذهب الملاذ الآمن الوحيد في العاصفة، ويمكن أن يدفعه هذا الخوف بسهولة إلى الارتفاع قبل أن يبدأ الواقع في الظهور".
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى 99 نقطة الليلة الماضية، وهو أدنى مستوى له في ثلاث سنوات. وبينما يتطلع مؤشر DXY إلى إنهاء الأسبوع عند 100 نقطة، أشار بعض المحللين إلى أن الضرر قد وقع.
قال جوناس جولترمان، نائب كبير خبراء اقتصاديات الأسواق في Capital Economics، إن هذا تغيير جذري في الدولار الأمريكي حيث يواصل الاقتصاد العالمي التفاعل مع التعريفات العالمية للرئيس دونالد ترامب.
أوضح في مذكرة: "من السابق لأوانه تحديد الآثار طويلة الأجل لاضطرابات الأيام العشرة الماضية، ولا يزال هناك وقت لتقليل الأضرار من قبل صناع السياسات. ولكن، من وجهة نظرنا، لم يعد من المبالغة القول إن مكانة الدولار كعملة احتياطية ودوره المهيمن الأوسع نطاقًا موضع تساؤل على الأقل إلى حد ما، حتى لو لم تختف آثار الجمود وتأثيرات الشبكة التي أبقت الدولار في القمة لعقود من الزمن في أي وقت قريب، وحالتنا الأساسية هي أنه سيتعافى إلى حد ما".