تقرير: هل يواصل الذهب الارتفاع أم أن الفقاعة على وشك الانفجار؟

يشهد سوق الذهب حاليًا تقلبات حادة وارتفاعات ملحوظة، مدفوعًا بتصاعد المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية، وعلى رأسها شبح الحرب التجارية العالمية واحتمالية تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي. تقليديًا، يُنظر إلى الذهب كأصل ملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم الاستقرار. لكن، هل هذا الارتفاع المستمر سيستمر، أم أننا على أعتاب ذروة سعرية؟

صعود الذهب وتجاوزه حاجز 3300 دولار:

سجلت أسعار الذهب هذا العام أداءً قويًا، محققة أكثر من خمسة عشر رقمًا قياسيًا جديدًا، وتجاوزت مستويات 3300 دولار للأونصة. وارتفعت العقود الآجلة للذهب بنحو 21% منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف أبريل، وبنسبة 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقد شهد الأسبوع الأخير وحده ارتفاعًا بنحو 7%، مما يجعله الأفضل منذ مارس 2020. يأتي هذا الأداء المذهل في مقابل تراجع مؤشر S&P 500 بنحو 11% خلال نفس الفترة وارتفاعه الطفيف بنحو 1% على مدار العام الماضي.

محفزات الارتفاع: الحرب التجارية وسياسات ترامب:

يعزى الارتفاع الحالي في أسعار الذهب بشكل كبير إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، الشريك التجاري الثالث الأكبر لأمريكا. فبعد أن فرض الرئيس ترامب في البداية تعريفات جمركية حادة على دول محددة ثم أرجأها، عادت المخاوف لتتصاعد مع تبادل البلدين لزيادات متبادلة في التعريفات، حيث وصلت التعريفة الأمريكية على بعض الواردات الصينية إلى 145%، وردت الصين بفرض 125% على بعض السلع الأمريكية. هذه التطورات عززت جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي المتزايدة.

آراء متضاربة: هل بلغ الذهب ذروته؟

في حين يرى العديد من المحللين أن الذهب لا يزال لديه مجال للارتفاع، يعتقد آخرون أننا ربما اقتربنا من ذروة التفاؤل بشأن المعدن الأصفر. يشير سمير سامانا من معهد ويلز فارجو للاستثمار إلى أن الذهب وصل إلى منطقة "ذروة الشراء"، وأن المستثمرين الذين يسعون لتحقيق عوائد سريعة قد يندمون على دخولهم السوق في هذا التوقيت المتأخر.

بالمقابل، يرى جولدمان مان ساكس أن الذهب قد يشهد تسارعًا في الارتفاع خلال العامين المقبلين، على الرغم من بلوغه مستويات قياسية، كما يتوقع بلوغه 4500 دولار للأوقية في حال تفاقمت الحرب التجارية.

كيفية الاستثمار في الذهب ونصائح المستشارين الماليين:

يوصي الخبراء غالبًا بالتعرض للذهب من خلال صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المدعومة بالذهب الفعلي، كجزء من محفظة استثمارية متنوعة، بدلاً من شراء السبائك أو العملات الذهبية مباشرة. يعتبر صندوقا SPDR Gold Shares (GLD) و iShares Gold Trust (IAU) من أكبر صناديق الذهب ETF.

وينصح المستشارون الماليون عمومًا بتخصيص نسبة صغيرة من المحفظة للذهب، ربما لا تتجاوز 3%. ويرى سامانا أن الذهب يميل إلى الأداء "جيدًا" في أوقات القلق بشأن التضخم أو الركود التضخمي، لكنه "نادرًا ما يكون جيدًا" خلال فترات الركود الحقيقية، حيث تبرز قيمة السندات.

الخلاصة:

يشهد سوق الذهب حالة من النشوة مدفوعة بالمخاوف الاقتصادية والجيوسياسية، خاصة فيما يتعلق بالحرب التجارية. وبينما يرى البعض أن الذهب لا يزال لديه القدرة على الصعود، يحذر آخرون من أننا ربما نقترب من ذروة الشراء.

وعلى كل حال، يبقى على المستثمرين توخي الحذر وتقييم المخاطر بعناية قبل اتخاذ أي قرار استثماري في الذهب، مع الأخذ في الاعتبار تنويع المحافظة والرجوع إلى نصائح المستشارين الماليين.

اقرأ أيضا:

عاجل: الذهب يخترق حاجز 3300 دولار لأول مرة

الذهب يحطم الأرقام القياسية: قفزة تاريخية تقترب من 3300 دولارًا للأونصة!