التحليل الفني للذهب (XAU/USD): متى يبدأ الذهب في التراجع؟

بعد سلسلة ارتفاعات متتالية دفعت الذهب إلى تسجيل قمة تاريخية جديدة عند 3245 دولارًا للأونصة، بدأ الزخم الصعودي في التباطؤ تدريجيًا، وسط إشارات تصحيح محتملة مدعومة بمؤشرات فنية مرهقة، وتراجع نسبي في وتيرة المخاوف الجيوسياسية، خاصة مع بعض الانفراجات على جبهة التوتر الأمريكي–الصيني.

الأسواق تترقب بكل حذر مسار الذهب خلال هذا الأسبوع، حيث يُظهر السلوك السعري حاليًا ميلًا إلى التراجع، دون كسر صريح لأي دعم محوري حتى اللحظة. فهل نحن على أعتاب تصحيح سعري منتظر، أم أن السعر يتحضّر لانطلاقة جديدة فوق القمة القياسية؟

يُظهر الرسم البياني للذهب على الإطار الزمني 4 ساعات أن السعر فشل في الحفاظ على الزخم أعلى المستوى النفسي 3245، ليدخل في حركة تصحيحية محدودة حتى الآن، مع استهداف محتمل لمستويات الدعم التالية:

• 3168 دولار: مستوى دعم أول قوي وقد يشهد ارتدادًا مبدئيًا.

• 3135 دولار: دعم متوسط، يعبر عن قاع محلي رئيسي سابق.

• 3057 دولار: الدعم الأكثر أهمية في المدى القريب، والذي يتوافق مع المتوسط المتحرك 100، وكسره يُعد إشارة تحوّل حقيقية في الاتجاه قصير الأجل.

مؤشر القوة النسبية RSI بدأ في الهبوط من مناطق التشبع الشرائي (أعلى 70) ليستقر حاليًا قرب 69، مما يعزز احتمالات التصحيح دون أن يشير بالضرورة إلى انقلاب الاتجاه.

الشمعة الأخيرة تُظهر رفضًا سعريًا واضحًا أعلى المقاومة التاريخية، وهو ما قد يُفسر على أنه "شمعة انعكاسية" في مناطق التشبع.

التحليل الأساسي: زخم الصعود يتراجع مع تهدئة نسبية في التوترات التجارية

رغم الارتفاع الأسبوعي القوي للذهب بنسبة 6.5%، فقد بدأ الأسبوع الجديد بحالة من التريث لدى المتداولين، وسط إشارات تهدئة محدودة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلن الرئيس الأمريكي "ترامب" عن تخفيف جزئي للرسوم الجمركية على سلسلة التوريد الإلكترونية الصينية، لتُفرض رسوم 20% فقط بدلاً من 145%، في حين أعلنت الصين تجاهل أي تصعيد جديد من واشنطن.

في المقابل، تعهدت بكين بتقديم تحفيزات اقتصادية جديدة لدعم اقتصادها في مواجهة التصعيد، مما عزز شهية المخاطرة في الأسواق وأدى إلى تراجع طفيف في الطلب على الذهب كملاذ آمن.

كما سجلت المحادثات الأمريكية–الإيرانية تقدمًا نسبيًا، مع الإعلان عن استمرار المفاوضات لاحقًا هذا الأسبوع، مما ساهم في تخفيف الضغط الجيوسياسي.

لكن في المقابل، ما زالت الأسواق حذرة بشأن تطورات الحرب التجارية، خاصة مع اقتراب صدور بيانات النمو الصيني للربع الأول هذا الأربعاء، إلى جانب ترقب تعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن توقعاتهم لسعر الفائدة، والتي سيكون لها تأثير مباشر على مسار الدولار والذهب.

الخلاصة: تصحيح هادئ أم بداية لانعكاس أكبر؟

الذهب حاليًا في مرحلة مفصلية، حيث التقاطع بين عوامل فنية تُشير إلى تصحيح محتمل، وعوامل أساسية تدفع المستثمرين لإعادة التمركز بحذر. السيناريو المرجح هو تصحيح هادئ نحو مستويات الدعم المذكورة، مع استمرار الطلب في الشراء عند الانخفاضات في ظل عدم وجود مؤشرات على حل جذري للأزمات العالمية.

أي كسر صريح لمستوى 3057 سيُغيّر النظرة على المدى القصير من تصحيح مؤقت إلى انعكاس محتمل، في حين أن العودة أعلى 3245 بإغلاق قوي قد تُطلق موجة صعود جديدة نحو 3300.

أهم المستويات الفنية:

• المقاومة الرئيسية: 3245

• الدعم الأول: 3168

• الدعم الثاني: 3135

• الدعم المحوري: 3057

• المستهدف الصعودي في حال الاختراق الصاعد: 3300