ما بعد أعلى إغلاق أسبوعي للذهب..مستويات دعم هامة يجب مراقبتها

أغلق الذهب الأسبوع الماضي أعلى 3000 دولار وهو الإغلاق الأسبوعي الأول تاريخيًا للذهب فوق هذا المستوى إلا أن تداولات الجمعة لم تكن شديدة الإيجابية للذهب حيث شهدت تصحيحًا هبوطيًا بـ 0.74% قبل الإغلاق. وأغلقت عقود الذهب الآجلة لشهر إبريل عند 3021.4 دولار للأوقية فيما أغلقت العقود الفورية للذهب عند 3023.63 دولار هبوطًا بـ 0.68% فقط.

والارتفاعات الحادة للذهب في 2025 مدفوعة بشكل أساسي بمخاوف تتعلق بسياسات الرسوم الجمركية الجديدة التي أدخلها الرئيس ترامب وتأثيرها الاقتصادي المحتمل. بعد ارتفاع ملحوظ، تشير الحركة الأخيرة في الأسعار إلى أن تصحيحًا قد يكون قادمًا.

تحولت الموقف التجاري العدواني للإدارة الآن إلى رسوم جمركية كبيرة تؤثر على ثلاثة من أكبر شركاء تجارة أمريكا. تفرض الولايات المتحدة حاليًا رسومًا جمركية بنسبة 25% على السلع القادمة من كندا ومكسيكو، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 20% على الواردات الصينية.

يزداد قلق المستثمرين بشأن أن هذه الرسوم الجمركية الكبيرة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلكين وتسريع التضخم. لقد أدى هذا القلق بالفعل إلى ضغط على مؤشر الدولار الأمريكي للانخفاض مقابل سلة العملات المكونة له.

العوامل المتعددة التي تدفع بارتفاع الذهب

يعكس الارتفاع في أسعار عقود الذهب المستقبلية منذ 18 ديسمبر التأثير التراكمي لعدة مخاوف متزامنة. التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، ضغوط التضخم، زيادة الدين المالي الأمريكي، وتنفيذ سياسات الرسوم الجمركية لترامب، كلها ساهمت في حركة السوق. لقد دفعت هذه المجموعة من العوامل عقود الذهب المستقبلية من حوالي 2620 دولار إلى 3065 دولار هذا الشهر—وهو ارتفاع ملحوظ بنسبة 17%. خلال هذا الارتفاع الممتد، حدث تصحيح واحد فقط في الأسعار. من منتصف ديسمبر حتى أواخر فبراير، ارتفعت عقود الذهب المستقبلية باستمرار من 2620 دولار إلى حوالي 2972 دولار.

بدأ التصحيح في يوم الاثنين، 24 فبراير، حيث فقدت عقود الذهب المستقبلية حوالي 4.3% قبل أن تجد دعمًا عند 2843 دولار خلال الأسبوع الأخير من فبراير. وقد علم هذا المستوى من الدعم نهاية التصحيح وبداية مرحلة ارتفاع أخرى.

منذ أواخر فبراير، كسب الذهب حوالي 217 دولار، مما يمثل ارتفاعًا بنسبة 7.64%. ومع ذلك، أظهر اليومان التجاريان الأخيران علامات على تراجع الزخم. أمس، انخفض عقد الذهب لشهر أبريل بمقدار 4.70 دولار. اليوم، فقد الذهب لشهر أبريل 24.60 دولار، حيث تداول إلى أدنى مستوى بلغ 3004 دولار قبل أن يتعافى ليستقر عند 3028.20 دولار.

التحليل الفني يشير إلى مستويات دعم محتملة

باستخدام تحليل استرجاع فيبوناتشي من أدنى مستوى حديث بلغ 2846 دولار إلى أعلى مستوى بلغ 3036 دولار، تظهر عدة مستويات دعم رئيسية. المستوى الأول الذي يجب مراقبته هو استرجاع 23.6% الذي يحدث عند 3012 دولار. المستوى التالي هو استرجاع 38.2% عند 2980 دولار، تليه استرجاع 50% عند 2955 دولار.

قد توفر هذه المستويات الفنية دعمًا حاسمًا إذا استمرت الضعف الحالي في الأسعار، مما قد يشير إلى نقاط دخول للمستثمرين الذين يسعون للاستفادة من أي انخفاض مؤقت في مسار الذهب الصعودي العام. بينما تظل العوامل الأساسية وراء ارتفاع الذهب سليمة، تشير الحركة الأخيرة في الأسعار إلى أن المشاركين في السوق يجب أن يكونوا مستعدين لتصحيح محتمل. تكون هذه الانخفاضات عادية ضمن الأسواق الصاعدة على المدى الطويل وقد تقدم فرصًا استراتيجية للمستثمرين الذين لديهم أفق زمني أطول.