النفط يواصل توسيع أرباحه رغم بيانات الصين السلبية، فما السبب؟

النفط يواصل توسيع أرباحه رغم بيانات الصين السلبية، فما السبب؟
النفط الخام

شهدت أسعار النفط ارتفاعا واضحا خلال تعاملات يوم الأربعاء، واستمرت عقود الخام بتوسيع أرباحها من الجلسة السابقة وسط التقارير التي تداولتها وكالات الأنباء بشأن قرارات أوبك + القادمة، وكذلك التراجع الحاد للعملة الأمريكية.

أسعار النفط الآن

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.14% إلى 85.20 دولارا للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 1.11% إلى 79.05 دولارا للبرميل.

أبرز العوامل التي تدفع تحركات النفط

أفادت وكالتا الأنباء بلومبيرج ورويترز - نقلا عن بعض مصادرهما المطلعة على الأمر – خلال التعاملات المبكرة بالفترة الأسيوية اليوم أن أوبك + تناقش احتمالية الإبقاء على مستوى إنتاج النفط الحالي دون تغيير.

وجاءت تلك الأنباء في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق دخول قرار الاتحاد الأوروبي بحظر وارداته البحرية من النفط الروسي حيز التنفيذ الأسبوع القادم يوم 5 ديسمبر، مما سيضع ضغوطا كبيرا على إمدادات النفط الشحيحة بالفعل في سوق الخام العالمية.

وسيتم تطبيق قرار الحظر الأوروبي بعد يوم واحد من اجتماع أعضاء أوبك + الأحد 4 ديسمبر لاتخاذ قرار الإنتاج لشهر ديسمبر، بعد أن قامت المنظمة باجتماعها السابق في أكتوبر بخفض إنتاجها بأعلى وتيرة منذ مارس 2020 - وقت بداية تفشي الوباء - بواقع 2 مليون برميل يوميا.

وأدت تلك الأنباء إلى دعم أسعار النفط بقوة خلال التعاملات الأسيوية، خاصة بعدما أنهت مجموعة السبع اجتماعها مع الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين بشأن تحديد سقف لأسعار النفط الروسي – والتي من المقرر بدء تطبيقها اعتبارا من 5 ديسمبر أيضا – دون التوصل لاتفاق، وسط معارضة بعض الدول للسعر المقترح عند 65 – 70 دولارا للبرميل، نظرا لقربه من مستويات الأسعار الحالية لخام النفط الروسي الأورال.

وفي نفس الوقت، فقد استمرت عقود النفط كذلك باكتساب الدعم من تراجع الدولار الأمريكي، الذي يتم تسعير النفط بالسوق العالمي على أساسه، مما أدى إلى خفض تكلفة الخام بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى خلاف الدولار.

ولكن رغم ذلك، فقد قلص النفط أرباحه خلال التعاملات الأوروبية، متاثرا بالبيانات السلبية الصادرة في الصين، أكبر مستورد لخام النفط بالعالم، حيث أوضحت مؤشرات مديري المشتريات تراجعا للنشاط التصنيعي بالجمهورية الشعبية، وكذلك النشاط غير التصنيعي، حيث سجل المؤشرين انكماشا أعلى من التوقعات وكذلك أعلى من القراءة السابقة، مما عزز مخاوف المستثمرين بشأن تراجع الطلب على النفط بثاني أكبر مستهلكيه في العالم.

ولكن على الجانب الإيجابي، أعلنت السلطات الصينية أن عدد الإصابات الجيدة قد بدء بالتراجع بعد ارتفاعاته الكبيرة خلال الأيام الماضية، كما قامت بعض المقاطعات أمس بالإعلانم عن السماح للمخالطين المباشرين بالبقاء في منازلهم بدلا من مراكز العزل، مما غذى توقعات المستثمرين بأن السلطات قد تعلن عن مزيد من التخفيف للقيود الوبائية، خاصة وسط الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد بهذا الشأن.

وفي الوقت ذاته، تترقب سوق النفط اليوم صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، والتي ستوضح مدى تأثير السياسة النقدية المتشددة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على النشاط الاقتصادي، وبالتالي مستوى الطلب على النفط بالفترة القادمة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image