النفط يتراجع بقوة ويتجه لخسائره الأسبوعية الثانية على التوالي، فلماذا؟

النفط يتراجع بقوة ويتجه لخسائره الأسبوعية الثانية على التوالي، فلماذا؟
النفط الهابط

تراجعت أسعار النفط بقوة خلال تعاملات يوم الجمعة، ليمحو الخام أرباحه خلال التعاملات المبكرة من الجلسة ويعمق خسائره، وصولا لأدنى مستوياته في أكثر من شهر، وهو ما وضع عقود النفط على الطريق نحو تكبد خسائرها الأسبوعية الثانية على التوالي.

أسعار النفط الآن

وعلى صعيد التداولات، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 2.09% إلى 87.91 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوياته بأكثر من شهر، وهو ما وضع الخام على الطريق للانخفاض بأكثر من 7% هذا الأسبوع.

وفي نفس الوقت، تراجع أيضا سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.07% ليسجل 79.95 دولا للبرميل، وهو ما وضع العقد على الطريق نحو تكبد مكاسب أسبوعية بأكثر من 8%.

أبرز العوامل المؤثرة على تحركات أسعار النفط

تضرر النفط بشكل كبير هذا الأسبوع من التوقعات المتشائمة للاقتصاد العالمي ومخاوف الركود التي اجتاحت توقعات العديد من المحللين بالأسواق، مع ترقب المزيد من التشديد للسياسة النقدية بأغلب البنوك المركزية الكبرى من أجل كبح التضخم المرتفع، مما عزز التوقعات بتراجع الطلب على النفط عالميا.

وتراجعت آمال المستثمرين بسوق النفط بأن يتجه الفيدرالي الأمريكي إلى الاعتدال في وتيرة رفعه لأسعار الفائدة بالاجتماعات المقبلة بعد تصريحات عدد من أبرز أعضاء البنك المركزي، وهو ما وضع حالة من التشاؤم على معنويات مستثمري النفط اليوم.

ومن ناحية أخرى، فقد استمرت الصين – أكبر مستورد لخام النفط بالعالم – بتسجيل ارتفاعات كبيرة في عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، في الوقت الذي تستمر فيه السلطات بفرض إغلاقات وبائية واسعة النطاق بعدد من المقاطعات الصينية الحيوية، وهو ما يزيد من احتمالية تراجع الطلب على النفط بالجمهورية الشعبية.

وعلى الرغم من التراجع الحاد الذي شهده النفط اليوم، إلا أن تراجع الدولار بفعل عمليات جني الأرباح قد حد من الهبوط الأقوى لأسعار عقود الخام، ولكن هذا لم يكن كافيا لرفع معنويات المستثمرين في سوق النفط ، خاصة بعدما خفضت وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع توقعاتها للطلب على النفط بالنصف الأول من العام المقبل.

وفي نفس الوقت، لا تزال أسعار النفط حتى الآن تتلقى بعض الدعم من ترقب المستثمرين دخول قرار الاتحاد الأوروبي بحظر وارداته البحرية من النفط الروسي حيز التنفيذ يوم 5 ديسمبر المقبل، والذي سيتبعه حظرا لوارداته من منتجات النفط الروسية أيضا في شهر فبراير، الأمر الذي من شأنه وضع ضغط كبير على إمدادات النفط العالمية الشحيحة بالفعل، نتيجة قرارات أوبك + الأخيرة.

ومن المقرر أن تعقد أوبك +، التي بدأت جولة جديدة من تخفيضات الإنتاج في نوفمبر، اجتماعها لقرارات إنتاج النفط لشهر ديسمبر في الرابع من ديسمبر، قبل يوم من موعد حظر الاتحاد الأوروبي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image