النفط يشهد ارتفاعا كبيرا خلال تعاملات اليوم، فما السبب؟

شهدت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا خلال تعاملات يوم الخميس، بعدما شهد عقدي النفط تباينا في الأداء خلال التعاملات المبكرة، حيث زاد إقبال المستثمرين على عقود الخام بعد الأنباء بشأن تعديلات إجراءات الحجر الصحي الجديدة في الصين.

أسعار النفط الآن

على صعيد التداولات، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنحو 1.40% لتصل إلى 93.70 دولارا للبرميل، كما ارتفعت ايضا العقود الىجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.78% لتسجل 86.00 دولارا للبرميل.

أبرز العوامل المؤثرة على سوق النفط

نشرت وكالة الأنباء البريطانية بلومبيرج يوم الخميس نقلا عن بعض مصادرها أن الصين - أكبر مستورد للخام في العالم - تدرس خفض فترة الحجر الصحي للزوار القادمين إلى سبعة أيام فقط بدلا من عشرة أيام، وهو ما رفع معنويات المستثمرين بأن هذ قد يؤدي لمزيد من التخفيف بالقيود الوبائية وعودة الطلب على النفط للانتعاش مرة أخرى داخل الجمهورية الشعبية.

وكانت الصين قد استمرت في الالتزام بالقيود الوبائية الصارمة هذا العام، مما أثر بشدة على النشاط التجاري والاقتصادي ودفع الطلب على الوقود و النفط نحو التراجع.

هذا كما شهدت اسعار النفط دعما كبيرا من تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بواقع 0.16% ليسجل 112.82 نقطة، حيث يؤدي تراجع الدولار إلى خفض تكلفة النفط بالنسبة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى خلاف الدولار.

من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء أمس الأربعاء عن خطة لبيع ما تبقى مما تم إطلاقه من احتياطي النفط الاستراتيجي في البلاد بحلول نهاية العام، وهو ما يقرب من 15 مليون برميل من الخام الصخري الأمريكي، في محاولة منه لكبح ارتفاع أسعار النفط .

ولكن هذا القدر من الإمدادات يعد منخفضا للغاية لخفض سعر الخام، حيث يقدر المحللون بأنه سيكون كافيا لزيادة الإمدادات اليومية بحوالي0.04 برميل فقط يوميا، ولا يوجد الآن أمام إدارة بايدن ما تستطيع فعله لكبح ارتفاع الأسعار سوى إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

ولكن بالوقت الحالي، فإن أسعار النفط تحظى بالدعم من اقتراب حظر الاتحاد الأوروبي لواردات النفط الروسي البحرية وخفض أوبك + لإنتاجها من أجل دعم سوق النفط .

ولكن في نفس الوقت، لا يزال عدم اليقين يحيط بالطلب العالمي على النفط والوقود بالفترة القادمة، وسط المزيد من التشديد القوي المرتقب بأسعار الفائدة بالولايات المتحدة – أكبر مستهلك لخام النفط بالعالم – والعديد من الاقتصادات الكبرى.