لماذا ارتفعت أسعار النفط رغم استمرار تأجيل بيانات الصين؟

شهدت أسعار النفط تعافيا واضحا خلال تعاملات يوم الأربعاء، بعدما استمرت بالتحرك صعودا وهبوطا في نطاق ضيق بوقت مبكر من الجلسة، مع ظهور بعض العلامات على زيادة الطلب على الخام بالصين - رغم استمرارها بتأجيل إصدار بياناتها الهامة التي كان من المقرر صدورها أمس - وانتعاش سوق الأسهم، فضلا عن المخاوف من نقص المعروض العالمي من النفط.

أسعار النفط الآن

ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بواقع 0.78% لتصل إلى 90.73 دولارا للبرميل، بعدما أغلق جلسة أمس على تراجع بنسبة1.7%، كما ارتفعت أسعار العقود الآجلى لخام غرب تكساس الوسيط  الأمريكي بنحو 1.20% ليسجل 83.10 دولارات للبرميل، بعدما تراجع أمس بنسبة 3.1% إلى أدنى مستوياته في أسبوعين.

أبرز العوامل المؤثرة على سوق النفط

استمرت أسعار النفط بالتعرض لضغوطات صعودية وهبوطية على مدار جلسة اليوم، ولكنه تمكن في النهاية من الصعود بشكل طفيف ليمحو بعضا من تلك الخسائر التي شهدها، بعد تراجه الحاد بختام جلسة أمس.

وقادت مخاوف المستثمرين من النقص الحاد للمعروض العالمي من النفط تحركات أسعار خامي النفط خلال تعاملات اليوم بشكل كبير، خاصة في ظل تعافي شهية المخاطرة لدى المستثمرين على الأصول الأكثر تعريضا للمخاطر، وانتعاش أسواق الأسهم العالمية، وخاصة الأمريكية بفعل أرباح الشركات الأمريكية.

وكان النفط قد تراجع إلى أدنى مستوياته في أسبوعين تقريبا بختام جلسة أمس جراء الأنباء التي أفادت باعتزام البيت الأبيض إطلاق المزيد من احتياطيات النفط الاستراتيجية للولايات المتحدة، للحد من ارتفاع أسعار البنزين بشكل أكبر وتغذي التضخم المرتفع للغاية بالفعل بسبب أسعار الطاقة.

هذا كما تلقت أسعار النفط بعض الدعم إثر بعض علامات انتعاش الطلب على النفط في الصين – ثاني أكبر مستهلك لخام النفط بالعالم – حيث زادت واردات شركة التكرير العملاقة الخاصة Zhejiang Petrochemical Corp  من النفط الخام لعام 2022 بنحو 10 ملايين طن، كما أعلنت شركة ChemChina المملوكة للدولة عن ارتفاع وارداتها من النفط أيضا بواقع 4.28 مليون طن، أو ما يعادل نحو 104 مليون برميل.

وفي نفس الوقت، يترقب المستثمرون دخول قرار الاتحاد الأوروبي بحظر وارداته البحرية من النفط الروسي حيز التنفيذ يوم 5 ديسمبر، في الوقت الذي تستمر فيه اعضاء أوبك + بالتأكيد على أن قرار خفض الإنتاج بواقع 2 مليون برميل يوميا كان هو الأكثر ملائمة لتحقيق التوازن بسوق النفط ، وهو ما يبقي على قلق المستثمرين حيال جانب العرض.

وعلى الرغم من الدعم الذي حصل عليه النفط اليوم، إلا أن قوة الدولار الأمريكي استمرت بوضع ضغوطات هبوطية على أسعار النفط المسعر بالدولار، حيث يؤدي ارتفاع الدولار لزيادة تكلفة الخام بالنسبة لحاملي العملات الأخرى بخلاف الدولار.