عاجل: خطة أوروبية طارئة لمواجهة ارتفاع الأسعار

عاجل: خطة أوروبية طارئة لمواجهة ارتفاع الأسعار

بعد ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة وأزمة الطاقة الحادة التي تشهدها القارة العجوز، توصل وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، إلى اتفاق بشأن إجراءات طارئة لمساعدة الأسر والشركات على مواجهة فواتير الكهرباء المرتفعة.

وصادق الوزراء على مقترحات قدمتها المفوضية الأوروبية في منتصف سبتمبر تهدف إلى استعادة جزء من "الأرباح الفائقة" من شركات إنتاج الطاقة، لإعادة توزيعها على المستهلكين، وخفض الطلب على الكهرباء في أوقات الذروة.

عاجل: روسيا والهند يفشلان في تقويض هيمنة الدولار.. العملة الخليجية لم تفلح

انقسام حول سقف الغاز

يستعد وزراء الطاقة لتضارب أو مواجهة في بروكسل حول كيفية وما إذا كان سيتم وضع حد أقصى لأسعار الغاز، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع تكاليف الكهرباء والتدفئة مع اقتراب فصل الشتاء.

وما زال أعضاء الاتحاد الأوروبي منقسمين حول تحديد سقف لسعر واردات الغاز أمام تردد ألمانيا على وجه الخصوص. 

وحث وزير الطاقة التشيكي يوزف سيكيلا الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، على التحرك بقوله "ليس لدينا وقت نضيعه" لخفض سعر الغاز.

إن مساحة المناورة محدودة في سوق الغاز شديدة التقلب، والتي تشوهها ما يسميه الاتحاد الأوروبي باستخدام موسكو الطاقة سلاحاً.

وأصبح الخطر بالنسبة للإمدادات في أوروبا أكثر حدة بعد أن تضرر خط الغاز "نورد ستريم" تحت الماء، الذي يربط روسيا بألمانيا، في سلسلة من الانفجارات وصفتها العديد من الحكومات بأنها "متعمدة".

عاجل: بوتين يعلن ضم أربع مناطق لروسيا..ويهاجم أمريكا "الاستعمارية" ويتهمها

أوروبا تواجه ابتزازاً روسيًا

قال المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة، قدري سيمسون قبل الاجتماع إن "أوروبا تواجه ابتزازاً في مجال الطاقة من جانب روسيا والطلب العالمي على الغاز أعلى من العرض".

وأضاف: "يتعين علينا العمل على طول المسار بأكمله لمواجهة التحدي".

أثارت قائمة الخيارات التي يمكن أن يستخدمها الاتحاد الأوروبي، والتي حددتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء، حدة النقاش، بعد أن حذرت المفوضية من الاعتماد فقط على فكرة وضع سقف للسعر بالنسبة لصفقات الغاز بالجملة، وهو الأمر الذي حثت بشأنه 15 دولة تشمل بلجيكا وفرنسا واليونان وإيطاليا وبولندا وإسبانيا.

وفي حين تتنافس دول الاتحاد الأوروبي بشأن الخطط، فإن العديد من الحكومات تمضي قدماً في خطواتها الخاصة، بما في ذلك الخطط باهظة الثمن لحماية المستهلكين من ارتفاع الأسعار.

عاجل: التضخم الأعلى في تاريخ أوروبا.. أزمة حادة تعصف بالقارة والركود يقترب

إجراءات طارئة

حددت إجراءات الطوارئ التي تمت الموافقة عليها اليوم، هدفًا ملزمًا للدول بخفض استهلاكها للكهرباء "بنسبة 5% على الأقل" خلال ساعات الذروة. كما طُلب من الدول السبع والعشرين تقليل استهلاكها الشهري من الكهرباء بنسبة 10%، وهو هدف غير إلزامي.

وتمثل الإجراء الآخر في تحديد الحد الأقصى لعائدات منتجي الكهرباء من المصادر النووية والمتجددة من الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية، الذين يجنون أرباحًا استثنائية من خلال بيع إنتاجهم بسعر أعلى بكثير من تكاليف إنتاجهم.

وحُدد هذا السقف عند 180 يورو لكل ميغاواط/ساعة، ويجب أن تسترد الدول الفرق بين هذا المستوى وسعر سوق الجملة لإعادة توزيعه على الأسر والشركات. وستطبق "مساهمة تضامنية مؤقتة" على منتجي وموزعي الغاز والفحم والنفط.

في الإجمال، توقعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن تحقق هذه الإجراءات عائدات بنحو 140 مليار يورو.

وضع العديد من دول الاتحاد الأوروبي خطط دعم على المستوى الوطني لتخفيف عبء فواتير الكهرباء عن الأسر والشركات.

وأعلنت ألمانيا، أمس الخميس، أنها تستعد لاقتراض 200 مليار يورو إضافية (195 مليار دولار) لتمويل خطة للحد من تأثير ارتفاع تكاليف الغاز على المنازل والشركات.

وقال المستشار الألماني، أولاف شولتس للصحفيين إن "الأسعار يجب أن تنخفض"، وقارن الخطة بنشر "مظلة واقية كبيرة" على الاقتصاد. لم تنضم حكومته إلى تحالف الدول الداعي إلى وضع حد أقصى لأسعار الغاز بالجملة على مستوى الاتحاد الأوروبي.

عاجل: بيانات صادمة تنذر بانكماش الاقتصاد البريطاني.. يقترب من حافة الركود

التضخم نحو مستويات قياسية

صدرت صباح اليوم بيانات التضخم في أوروبا والتي سجلت ارتفاعًا ملحوظًا لتسجل النسبة الأعلى تارخيًا على أساس سنوي، وذلك على وقع أزمة الطاقة التي تشهدها أوروبا نتيجة الحرب في أوكرانيا، خاصة في ظل تزايد احتمالات دخول القارة العجوز في نفق الركود في ظل استمرار سياسة رفع الفائدة للسيطرة على التضخم المتنامي.

وسجل مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي ارتفاعًا إلى 10% فيما توقع الخبراء أن يسجل 9.7% عن شهر سبتمبر وقد سجل في أغسطس ارتفاعًا بـ 9.1%. حيث تعد مستويات الـ 10% هي الأعلى في تاريخ القارة الأوروبية على أساس سنوي.

وعلى أساس شهري سجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعًأ بـ 0.3% في شهر سبتمبر، بعد أن سجل الشهر الماضي ارتفاعًا قدره 0.6%.

فيما سجل معدل البطالة ارتفاعًا قدره 6.6%، حيث كانت تشير توقعات الخبراء بارتفاع بنفس النسبة.

ركود قادم

وفي وقت سابق، صرحت محافظ البنك الأوروبي كريستين لاجارد يوم الإثنين الماضي، بأنها تتوقع أن يتباطأ النشاط الاقتصادي بمنطقة اليورو بشكل كبير خلال الأرباع المقبلة، مما قد يدفعه إلى الركود.

وقالت: "انخفاض قيمة اليورو زاد من الضغوط التضخمية. وإن أفضل مساهمة يمكن أن يقدمها تشديد السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي لاقتصاد منطقة اليورو هي ضمان استقرار الأسعار على المدى المتوسط".

وأضافت: "المراجعات الأخيرة بشأن ارتفاع توقعات التضخم أعلى أهداف المركزي الأوروبي تستدعي المراقبة المستمرة. وهناك مخاطر من تصاعد توقعات التضخم. وبالتالي من المتوقع أن يرفع المركزي الأوروبي بشكل أكبر خلال الاجتماعات القادمة". 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image