أسعار النفط تعاود التراجع اليوم، فما السبب؟

تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف، بعدما ظلت مستقرة على الأغلب خلال تعاملات يوم الخميس حيث استمرت تحوم حول مستويات إغلاقها أمس، مع التوازن بين توقعات العرض والطلب الذي شهده سوق النفط الخام ، قبل أسبوع واحد من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي من المتوقع ان يرفع فيه البنك الفائدة بشكل قوي.

أسعار النفط الآن

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.64% إلى 93.50 دولارا للبرميل، كما تراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.60% إلى 87.82 دولارا للبرميل.

أبرز الأحداث المؤثرة على سوق النفط

أفاد تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر أمس الأربعاء بأن نمو الطلب على النفط سيتوقف خلال الربع الرابع من عام 2022، على أن يستأنف الصعود مرة أخرى عام 2023، وهو ما أدى للتأثير على أسعار النفط بشكل سلبي.

وفي نفس الوقت، تتوقع الأسواق الآن قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بواقع  100 نقطة أساس باجتماعه يوم الأربعاء القادم بعد صدور بيانات التضخم المرتفعة يوم الثلاثاء، وهو ما سبب ضغوطا هبوطية على النفط ، حيث أدى هذا إلى تغذية المخاوف من تراجع الطلب على النفط بالولايات المتحدة – المستهلك الأكبر لخام النفط بالعالم – نتيجة تباطؤ النشاط الاقتصادي الذي سيؤدي إليه رفع الفائدة بهذا المقدار الكبير.

هذا كما تظل الصين – ثاني أكبر مستهلك للنفط بالعالم – مستمرة في تطبيق إغلاقاتها الوبائية لمنع تفشي فيروس كورونا، وهو ما أدى على إبطاء الاقتصاد بشكل كبير للغاية، حيث أفادت نتائج مسح لوكالة بلومبرج أن هذا التباطؤ قد يكون أسوأ حتى مما شهدته البلاد في 2020، وبالتالي فإن هذا سيسبب تراجعا للطلب العالمي على النفط الخام.

أما على الجانب الآخر، تتوقع الأسواق حاليا تراجعا كبيرا للمعروض العالمي من خام النفط، إذا ما قامت روسيا بتنفيذ تهديدها وقطع النفط عن بعض الدول، إذا تم وضع سقف لأسعار النفط الروسي بالفترة القادمة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها من مجموعة السبع.

كما تظل هناك بعض المخاوف من أن تقرر منظمة أوبك تطبيق خفض أكبر على حجم إنتاج النفط بالدول الأعضاء، بعدما أوضح الخفض الطفيف باجتماعها السابق عن استعدادها لخفض الإنتاج لدعم أسعار خامات النفط بالسوق المتقلبة.

هذا وقد شكلت الاشتباكات الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان – التي تعد من الدول المنتجة والمصدرة لخام النفط – إثر نزاع استمر لعقود بين دول الاتحاد السوفيتي السابق تهديدا آخر على إمدادات النفط ، رغم تصريح أرمينيا امس بأنه تم الاتفاق على عقد هدنة.

وقد أظهرت البيانات الرسمية أمس ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بما يزيد عن 2.4 مليون برميل، على الرغم من الإفراج عن جزء آخر من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة ضمن البرنامج الطارئ الذي من المقرر انتهاء العمل به الشهر القادم.