النفط يتراجع بقوة ويوسع خسائر الجلسة السابقة، فما السبب؟

شهدت أسعار النفط تراجعا حادا خلال تعاملات يوم الأربعاء واستمر الخام بتوسيع خسائره من الجلسة السابقة، بعدما كان قد تلقى بعض الدعم بوقت مبكر من تعاملات اليوم من بيانات معهد البترول الأمريكي، ولكن مخاوف الركود الاقتصادي وتراجع الطلب على النفط، والتي عززتها بيانات التضخم المرتفعة لدول منطقة اليورو اليوم، دفعت أسعار النفط نحو مزيد من الهبوط.

النفط الآن

على صعيد تداولات النفط ، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 2.74% أو ما يعادل 2.66 دولارا لتصل إلى 95.18 دولارا للبرميل، كما تراجعت أيضا العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 2.96% أو ما يعادل 2.60 دولارا لتسجل 89.06 دولارا للبرميل.

أبرز الأحداث المؤثرة بسوق النفط

شهدت سوق النفط العديد من التحديات والعلامات المنذرة باحتمالية تراجع الطلب على الخام، وكان آخرها صدور بيانات التضخم لدول منطقة اليورو التي جاءت أعلى من التوقعات حيث سجلت القراءة نموا بنحو 9.1% خلال شهر أغسطس، وهو ما قد يدفع البنك المركزي الأوروبي إلى رفع الفائدة بمقدار أعلى من توقعات الأسواق للسيطرة على التضخم، مما قج يتسبب في تباطؤ الاقتصاد وبالتالي تراجع الطلب على النفط الخام.

ومن ناحية أخرى، تزايدت التوقعات الاقتصادية المتشائمة لاقتصاد الصين رغم استمرار بنك الصين الشعبي بتبني سياسة نقدية تيسيرية لدعم النمو والنشاط الاقتصادي، ولكن بيانات اليوم أظهرت المزيد من التراجع ببيانات قطاع التصنيع الصيني خلال أغسطس الجاري، نتيجة موجة الحر الأسوأ منذ عقود التي تواجهها الصين ودفعتها لإغلاق مصانعها.

هذا فضلا عن الإغلاقات الوبائية الجديدة التي فرضتها السلطات بمقاطعات كبرى وحيوية من شنتشن إلى داليان في وقت يعاني فيه الاقتصاد الصيني من تباطؤ شديد بالنمو، وكذلك استمرار أزمة قطاع الإسكان.

وكان النفط قد تلقى دعما من صدور بيانات معهد البترول الأمريكي التي أظهرت قوة الطلب على النفط، حيث انخفضت مخزونات البنزين بنحو 3.4 مليون برميل، وكذلك تراجعت مخزونات نواتج التقطير – بما في ذلك الديزل ووقود الطائرات - بنحو 1.7 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 26 أغسطس.

وعلى صعيد آخر، تتوقع الأسواق أن يقوم الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بقوة باجتماع سبتمبر، بما قد يفوق 50 نقطة أساس، بعد تصريحات بأول في جاكسون هول ومجموعة من أبرز أعضاء الفيدرالي الأمريكي خلال الأيام السابقة، وهو ما غذى المخاوف من تراجع الطلب على النفط نتيجة تباطؤ الاقتصاد.

واستمر تراجع النفط الحاد رغم تفاقم أزمة الغاز الأوروبية بعد إعلان شركة الغاز الروسية جازبروم اليوم تعليق الإمدادات إلى ألمانيا في خط نورد ستريم 1 لإجراء بعد الصيانات، كما شهدت شركتي إنجي الفرنسية وإيني الإسبانية، وهو ما قدم بعض الدعم لأسعار النفط .

وتترقب أسواق النفط قرارات اجتماع أوبك + يوم 5 سبتمبر بشأن حجم إنتاج النفط لشهر أكتوبر والذي من المتوقع أن يتم تخفيضه.