لماذا يستمر النفط بتوسيع مكاسبه؟

ارتفعت أسعار النفط للجلسة الرابعة على التوالي يوم الأربعاء مع تصاعد مخاوف المستثمرين بشأن شح المعروض والتي طغت على مخاوف الركود الاقتصادي.

أسعار النفط الآن

على صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت خلال جلسة الأربعاء بنحو 0.94% أو ما يعادل 0.77 دولارا ليصل إلى 114.84 دولارا للبرميل.

وفي الوقت ذاته، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أغسطس بنسبة 1.02% أو ما يعادل 1.13 دولارا ليصل إلى 112.98 دولارا للبرميل.

ويأتي هذا بعدما تمكن كلا العقدين من تحقيق أرباح بأكثر من 2% في ختام جلسة أمس الثلاثاء.

أبرز الأحداث المؤثرة بسوق النفط

شهدت أسواق النفط بالجلستين السابقتين عدة تصريحات أدت لتصاعد المخاوف بشأن مزيد من التراجع بإمدادات النفط العالمية، مما أدى لزيادة إقبال المستثمرين على عقود النفط على الرغم من سوء التوقعات الاقتصادية التي تنذر بالركود.

وكان على رأس تلك التصريحات إعلان كل من ليبيا والإكوادور واللتان كانتا تعدان ضمن قائمة كبار الدول المنتجة لخام النفط عن وقف إنتاجهما من الخام نتيجة التوترات السياسية على الساحة المحلية.

كما جاء هذا في الوقت الذي أعلنت فيه الإمارات عن وصول مصافي التكرير بها إلى حدودها الإنتاجية القصوى وأن البلاد لن تتمكن من زيادة الإنتاج بأكثر من المستويات الحالية.

وباعتبار كل من الإمارات والسعودية العضوين الوحيدين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اللذان لديهما طاقة تكريرية فائضة وتوقعات المجتمع الدولي بأن يساهم هذا الفائض بالطاقات في تعويض إمدادات النفط الروسي المفقودة، فإن تلك التصريحات تؤكد على مواجهة الأسواق لمزيد من النقص في الخام.

ومن المقرر ان تبدأ أوبك وأوبك + سلسلة اجتماعات يوم الأربعاء تستمر لمدة يومين، ولكن بعض الأنباء أفادت أن فرص حدوث تغيير كبير في السياسة الإنتاجية لخام النفط تبدو غير مرجحة هذا الشهر.

رؤية المحللين لأوضاع سوق النفط

أوضح مايك تران المحلل في آر.بي.سي كابيتال RBC Capital في مذكرة أن أسواق النفط حاليا عالقة في حالة تذبذب ما بين تدهور أوضاع إنتاج النفط الحالية والتهديد الذي يلوح في الأفق بحدوث ركود، وهو أقوى تحدي يواجهه سوق النفط منذ عقود، وربما على الإطلاق.

وأفاد هيرويوكي كيكوكاوا المدير العام لشركة نيسان للأوراق المالية بأن المستثمرون راهنوا على التوقعات بأن السعودية والإمارات لن تتمكنان من زيادة إنتاج النفط بشكل كبير لمقابلة تعافي الطلب بشكل كامل، وخاصة مع انتعاش الطلب على وقود الطائرات.

وأشار إلى أنه من المرجح أن تظل أسعار النفط فوق مستوى 110 دولارات للبرميل بسبب التوقعات بزيادة تراجع الإمدادات، خاصة مع دخول الولايات المتحدة موسم العطلات الصيفية.