النفط يرتفع رغم إغلاقات الصين، فما السبب؟

ارتفعت أسعار النفط هامشيا خلال تداولات يوم الجمعة بعد تراجعها في وقت مبكر، وظلت على مقربة من أعلى مستوياتها خلال 3 أشهر وسط  تذبذب الأسواق نتيجة إجراءات الإغلاق الجديدة بمقاطعة شنغهاي، والطلب القوي على النفط بالولايات المتحدة الأمريكية من ناحية أخرى، فضلا عن قرار حظر الاتحاد الأوروبي لـ 90% من النفط الروسي.

أسعار النفط

وعلى صعيد تداولات النفط ، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت خلال جلسة الجمعة بنحو 0.19% أو ما يعادل 0.22 دولارا ليصل إلى 123.29 دولارا للبرمي

وفي الوقت ذاته، انخفضت أيضا العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.16% أو ما يعادل 0.21 دولارا ليصل إلى 121.71 دولارا للبرميل.

وجاء تراجع الخامين القياسيين من النفط بعد اختتامهما لجلسة أمس أيضا على تراجع، حيث انخفض خام برنت بنسبة 0.4% وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.5%، بعد أن وصلا الخامان بنهاية جلسة الأربعاء إلى أعلى مستوياتهما في 14 عاما.

وعلى الرغم من تراجع أسعار النفط ، كان خام برنت في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية للأسبوع الرابع على التوالي، في حين اتجه خام غرب تكساس الوسيط لتحقيق أرباح بالأسبوع السابع على التوالي، مدفوعان بالمكاسب التي حققاها خلال الشهرين الماضيين.

أبرز الأحداث المتعلقة بسوق النفط

عادت مقاطعتي شنغهاي وبكين الصينيتان لإجراءت الإغلاق مرة أخرى يوم الخميس بعد ارتفاع عدد حالات كوفيد-19 في كل منهما، وفرضت بعض المناطق بمقاطعة شنغهاي قيودا جديدة للإغلاق وأعلنت المدينة عن جولة أخرى من الاختبارات الجماعية لملايين السكان.

هذا وقد ارتفعت واردات الصين من النفط الخام خلال شهر مايو بنحو 12% مقارنة بنفس الفترة بالعام السابق، لكن مصافي التكرير لا تزال تعاني من ارتفاع المخزونات وسط إجراءات الإغلاق وتباطؤ الاقتصاد الذي أثر على الطلب على الوقود الشهر الماضي.

وعلى صعيد آخر، يستمر تزايد الطلب على النفط وخاصة الوقود بالولايات المتحدة الأمريكية خلال موسم القيادة الصيفي وهو ما دفع أسعار النفط للزيادة بالفترة السابقة وحد من خسائره الكبيرة بالجلسة الماضية.

ويشهد موسم القيادة الصيفي بالولايات المتحدة ارتفاعات قياسية باستهلاك البنزين والديزل، على الرغم من الزيادات الكبيرة في أسعار النفط ، مما يشير إلى أن سوق النفط قد يكون عرضة لنقص الإمدادات، وهو ما يعني ارتفاع أسعار الخام.

واتجهت العديد من الدول من بينها الولايات المتحدة إلى الإفراج عن أجزاء من احتياطيات النفط الاستراتيجية لتحجيم الأسعار المرتفعة التي تنعكس بشكل كبير في التضخم، لكن هذا كان له أثرا محدودا، حيث أنه أدى لارتفاع بطئ للغاية بإمدادات النفط العالمية.

رؤية المحللين لسوق النفط

في حين يرى كبير محللي السوق في OANDA جيفري هالي أن النفط سيستمر بالتراجع بقارة آسيا، نتيجة مخاوف تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وإجراءات الإغلاق الجديدة، ولكن أية خسائر قد يتكبدها خام النفط ستكون محدودة لأن تأثير القيود المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي سيكون لها تأثير أكبر.

وعلى الجانب الآخر في مذكر صادرة عن فيتش سوليوشنز، يرى المحللون أن موسم ذروة الطلب بدأ بالتلاشى، وأن المخاوف من الركود الاقتصادي أثارت القلق بشأن انخفاض حاد بالطلب.