ما الذي يدفع أسعار البنزين نحو الصعود القياسي في أمريكا؟

ما الذي يدفع أسعار البنزين نحو الصعود القياسي في أمريكا؟
البنزين

في سبعينيات القرن الماضي، فرضت الدول العربية حظرا على تصدير النفط إلى دول الغرب مما تسبب في ارتفاع أسعار الخام، وفي ظل مطالبات الولايات المتحدة لمنظمة "اوبك" بزيادة الإمدادات لتخفيض الأسعار، فإن السؤال الذي يطرح حالياً: "هل يعيد التاريخ نفسه؟"

على ما يبدو، فإن أسعار البنزيد تواصل الصعود إلى مستويات قياسية غير مسبوقة في جميع الولايات الأمريكية، كما أن أسعار الوقود تواصل الارتفاع بقوة في الأسواق الأوروبية أيضا.

ويرى محللون أن الحل يكمن في محاولة تحقيق دول الغرب الاستقلالية وتأمين مصادر طاقة بديلة بدلا من روسيا، وتسببت الأزمة الأوكرانية في اتجاه بعض الدول نحو ضخ استثمارات كبيرة في مصادر طاقة أخرى مثل الطاقة النووية والمتجددة.

وفي نفس الوقت، لا تزال أسعار الخام مرتفعة وتثير بيئة تضخمية شديدةن ومع ارتفاع التكلفة، بدأ الساسة يبحثون عن حلول لمعالجة أزمة الطاقة وما تسببها من تآكل في ميزانيات الأسر.

كما يبحث الساسة في الكونجرس الأمريكي عن حلول أيضا لتأمين مصادر مستدامة للطاقة بعيدا عن أي اعتماد على دول غير حليفة مثلما حدث بين أوروبا وروسيا.

وفيما يلي بعض الأسباب التي أسفرت عن ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وصعود أسعار الوقود بشكل عام في أوروبا ودول الغرب عموما:

التخزين

تحتاج دول الغرب وخاصة أوروبا لسعة تخزينية هائلة من مصادر الوقود مثل الغاز الطبيعي، وربما يرجع عدما تجاه تلك الدول إلى التخزين هو أن روسيا كانت تضخ لهم إمدادات الطاقة بأسعار رخيصة.

والآن، أوروبا أصبحت رهينة للقرار الروسي وتتعطش لإمدادات موسكو من الطاقة مقابل تقديم تنازلات، وهو ما جعل قرار حظر واردات الطاقة من موسكو أمرا صعب التحقيق رغم اتخاذه.

الخام

كما أن أسعار البنزين تواصل ارتفاعاتها القياسية في كل من أمريكا ودول أخرى نتيجة الارتفاع المتزامن لأسعار النفط الخام إلى مستويات لم تشهدها منذ أكثر من عقد.

فقد ارتفع سعر "برنت" أمس أعلى 123 دولارا للبرميل، وهو ما يجعله يقترب تدريجياً صوب مستوى 147.5 دولار للبرميل، أي على مستوى قياسي على الإطلاق تم تسجيله عام 2008.

وبالتزامن مع تلك الارتفاعات، يتعطش المستهلكون في أمريكا والصين وأوروبا نحو المزيد، ويرتفع الطلب من جانبهم بقوة على الخام رغم الارتفاعات في الأسعار، مما يؤدي إلى مزيد من الصعود.

وعلى المدى المتوسط، ربما يكون الحل في الاتجاه نحو البدائل، فإن التوقعات تشير إلى أن ارتفاع أسعار البنزين والوقود الأحفوري بوجه عام سوف تدفع المستهلكين نحو الإقبال على السيارات الكهربائية.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image