ما أسباب التراجع الهامشي لأسعار الذهب، وهل يعمق خسائره؟

ما أسباب التراجع الهامشي لأسعار الذهب، وهل يعمق خسائره؟
الذهب

تراجعت أسعار الذهب هامشيا خلال جلسة الأربعاء مع انتعاش الدولار الأمريكي عوائد سندات الخزانة الأمريكية الآجلة ووسط تطلع المستثمرين إلى بيانات التضخم الأمريكية التي ستصدر بنهاية الأسبوع للحصول على مزيد من العلامات بشأن السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.

 

وعلى صعيد التداولات، تراجع السعر الفوري لمعدن الذهب خلال تعاملات الأربعاء بنسبة 0.17% ليصل إلى 1,849.26 دولارا للأوقية، كما تراجعت أيضا العقود الآجلة لمعدن الذهب بنحو 0.08% لتصل إلى 1,851.10 دولارا للأوقية.

 

وجاء تراجع معدن الذهب بعد المكاسب المحدودة التي تمكن من تحقيقها في الأسابيع القليلة الماضية، وإغلاقه جلسة أمس مرتفعا عقب انخفاضين متتاليين، وكانت مكاسب الذهب السابقة محدودة نتيجة تشديد البنوك المركزية للسياسة النقدية بهدف تهدئة الأسعار المرتفعة.

 

ويلجأ المستثمرون عادة إلى الذهب باعتباره ملاذا آمنا للتحوط ضد التضخم، ولكن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي ليس لها عوائد مثل الذهب ، مما يدفع المستثمرين للميل نحو الدولار والسندات ذات العوائد.

 

ويترقب المستثمرون صدور مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يوم الجمعة وسط توقعات بتباطؤه إلى 5.9% مقارنة بقراءته السابقة البالغة 6.2% مدفوعا بالارتفاع الكبير لأسعار الطاقة وخاصة النفط والغاز، ولكنه لا يزال مرتفعا، مما دفع المستثمرين للتفاؤل بشأن استمرار رفع الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة.

 

وأوضح المحلل في ED&F Man Capital Markets إدوارد ميير أن الذهب في الواقع لا يتحرك إلا في نطاق ضيق للغاية وهذا يرجع للتصور الشائع بأن التضخم قد اقترب من ذروتة، وسيحتاج الذهب إلى رؤية قراءات تضخم أعلى بشكل تدريجي، ولكن في حال ظلت مستويات التضخم منخفضة، فإن الذهب سيعمق خسائره.

 

كما أفاد محلل العملات في DailyFX إيليا سبيفاك بأنه في حال انخفاض معدل التضخم العام  وكذلك الأساسي بشكل متواضع كما هو متوقع - أو حتى أقل من ذلك - فقد يزداد تراجع الذهب مع الرهانات على رفع أسعار الفائدة، ليعاود تحقيق المكاسب بالعام المقبل.

 

وأفادت مذكرة لبنك ستاندرد تشارترد بأن التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة بالبلاتين والفضة قد تسارعت، كما بدأت مبيعات السيارات بالتباطؤ نتيجة المخاوف من أن تباطؤ النمو وخطر الركود قد يتسببان بتراجع حاد في الطلب.

 

وجاء هذا بعدما قام البنك الدولي بتخفيض توقعاته للنمو العالمي خلال عام 2022 بنحو الثلث إلى 2.9% يوم الثلاثاء.

 

وعلى الجانب الآخر وبجانب الذهب، فقد تراجعت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو بنسبة 0.76% لتصل لمستوى 22.01 دولارا للأوقية، كما تراجع البلاتنيوم بنسبة 0.65% ليسجل نحو 1,007.80 دولارا للأوقية، وكذلك البلاديوم بنحو 0.94% مسجلا نحو 1,967.71 دولارا للأوقية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image