هل تحل قطر بدلاً من روسيا في إمداد ألمانيا بالغاز؟

هل تحل قطر بدلاً من روسيا في إمداد ألمانيا بالغاز؟
الغاز الطبيعي

في ظل استمرار الجدل داخل أوروبا فيما يتعلق بملف الطاقة والحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من عقوبات غير مسبوقة، كان الغاز الطبيعي على رأس المناقشات نظرا لأن روسيا تزود دول القارة بنحو 40% من احتياجاتهم من الغاز، وهو ما يصعب عليهم مهمة الاستغناء عن موسكو.

ولكن بعد إقرار العقوبات، ظهر على السطح اسم قطر كبديل قوي لروسيا في إمداد دول أوروبا ولا سيما ألمانيا بالغاز الطبيعي.

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت قطر عن توقيع اتفاقية تعاون لتزويد ألمانيا بالغاز الطبيعي المسال عقب موافقة البرلمان الألماني على هذه الاتفاقية في التاسع عشر من مايو مع توفير البنية التحتية اللازمة لذلك من موانيء ومنصات إسالة للغاز.

وعلى سبيل المثال، فإن أحد الموانيء التي ستستقبل الغاز الطبيعي المسال من قطر والذي يحمل اسم "جولدن باس" قادر على استيعاب 18 مليون طن متري سنويا، ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل والتوريد في عام 2024، بانخفاض نسبته 6.4% مقارنة بعام 2020.

ألمانيا والغاز

استوردت ألمانيا في العام الماضي نحو 142 مليار متر مكعب من الغاز في عام 2021، وهو ما يعني استيرادها ي المتوسط 12 مليار متر مكعب شهريا.

وفي ديسمبر 2021، تدفق الغاز إلى ألمانيا عبر خطوط أنابيب من روسيا تشكل 32% من إجمالي وردات الدولة الأوروبية من الغاز في شهر، ويلي ذلك 20% من النرويج و12% من هولندا.

وبناء على هذه البيانات، فإن ألمانيا استوردت حوالي 45 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، وهو ما شكل 33 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال أو نحو 40 مليون طن من المكافيء النفطي.

على الجانب الآخر في قطر، فإن الدولة العربية عززت مكانتها بقوة كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم خلال السنوات القليلة الماضية، وفي بعض السنوات، فقدت هذا المركز لصالح أستراليا.

يمكن لحقل "نورث دوم" القطري إنتاج أكثر من 77 مليون طن متري سنويا من الغاز الطبيعي المسال (أو ما يعادل 106 ملايين متر مكعب سنويا)، وتخطط الدولة لزيادة الإنتاج إلى 110 ملايين متر مكعب.

على أثر ذلك، فإن قطر سوف تحتاج لإرسال أكثر من 58% من جميع إنتاجها السنوي من الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا وحدها لتلبية احتياجاتها وتجاهل الطلبيات والشحنات من الدول الأخرى.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image