لماذا عاود النفط تراجعه خلال تداولات اليوم؟

تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف خلال تداولات اليوم الجمعة مع قلق المستثمرين من أن ضعف النمو الاقتصادي العالمي وتشديد السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية قد يحد من تعافي الطلب على الوقود.

وجاء هذا بعد اختتام النفط لجلسة أمس الخميس مرتفعا إثر تفاؤل المستثمرين بشأن تعافي الطلب على النفط عقب إعلان الصين بدء تخفيفها لقيود الإغلاق على مقاطعة شنغهاي الأكثر ازدحاما بالصين.

وجاء الارتفاع أيضا مدفوعا بالأنباء التي تم تداولها أمس بشأن المباحثات الصينية الروسية من أجل شراء الصين لمزيد من النفط الروسي لزيادة احتياطاتها الاستراتيجية، مما يشير إلى أن الطلب الصيني على النفط سيكون قويا.

ومع ذلك، فقد كانت مكاسب النفط الخام محدودة هذا الأسبوع ، حيث تتم أغلب تداولات خامي برنت وغرب تكساس الوسيط الأمريكي في الغالب في نطاق محدود بفعل عدم اليقين حول أوضاع الطلب على النفط.

ويدفع عدم اليقين بالمستثمرون - القلقون بشأن ارتفاع التضخم وإجراءات تشديد السياسة النقدية من قبل  البنوك المركزية، على تقليل رغبتهم بالاستثمار في الأصول ذات المخاطر العالية.

وقد انخفضت الفائدة المفتوحة في العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى 1.722 مليون عقد في 18 مايو، وهو أدنى مستوى لها منذ يوليو 2016.

أسعار النفط اليوم

على صعيد التداولات، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت خلال جلسة الجمعة بنحو 0.50 % أو ما يعادل 0.56 دولارا ليصل إلى 111.48 دولار للبرميل، وفي الوقت ذاته، انخفضت أيضا العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.63% أو ما يعادل 0.69 دولار ليصل إلى 109.19 دولارا للبرميل.

وجاء هذا بعدما ارتفعت أسعار الخامان القياسيان من النفط أمس الخميس في نهاية التداولات، حيث ارتفع خام برنت بنحو 2.7% كما ارتفع خام غلرب تكساس الأمريكي الوسيط بنحو 2.4%، وصعد خام برنت أعلى مستوى 112 دولارا.

الأحداث المرتبطة بسوق النفط

على صعيد إمدادات البنزين، علقت شركة S-Oil - ثالث أكبر شركة تكرير في كوريا الجنوبية - الإنتاج في وحدة الألكلة رقم 2 والعمليات المتعلقة بها في مصفاة أونسان إثر الانفجار الذي حدث ليلة أمس.

وفي الولايات المتحدة، أفاد تقرير الأميال المقطوعة من قبل المركبات والصادر عن الإدارة الفيدرالية للطرق السريعة بارتفاع عدد الأميال المقطوعة عن مستوياتها ما قبل تفشي الوباء على الرغم من ارتفاع أسعار الوقود.

وفي تلك الأثناء، تواجه إيران صعوبة في بيع نفطها الخام الآن بعد توافر البراميل الروسية، إذ تراجعت صادرات إيران من النفط الخام إلى الصين بشكل حاد منذ بداية الحرب الأوكرانية، مع توجه بكين لاستيراد النفط الروسي الأقل سعرا، تاركة ما يقرب من 40 مليون برميل من النفط الإيراني مخزنة على ناقلات في البحر قرب السواحل الأسيوية.

توقعات المحللين لسوق النفط

أفاد ستيفن إينيس المحلل بشركة SPI Asset Management في مذكرة لعملاء الشركة بأنه في حال استمرار بيانات النمو الأمريكية بالتدهور، فقد تنحصر أسعار النفط في حلقة ردود الفعل السلبية في سوق الأسهم.

ومن المتوقع أيضا أن يؤثر الإغلاق الذي أعقب انفجار ليلة أمس على إمدادات البنزين المحدودة بالفعل في الأسواق الأسيوية، كما يتوقع محللو سيتي أن يتأثر إنتاج الشركة من البنزين بشدة في المدى القريب، على الرغم من أنها قد تشتري ألكيلات للحفاظ على مستوى الإنتاج.