لماذا بدأت أسعار النفط بالتعافي خلال تعاملات الخميس؟

لماذا بدأت أسعار النفط بالتعافي خلال تعاملات الخميس؟
النفط

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف خلال تعاملات اليوم الخميس، ليبدأ الخام في التعافي من خسائره بنهاية الجلسة أمس وخلال التعاملات المبكرة، في ظل استمرار سيطرة المخاوف من أن الإمدادات العالمية المحدودة قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.

وجاء الارتفاع الطفيف مدفوعا بتصاعد الآمال بأن يؤدي بدء التخفيف التدريجي للقيود في شنغهاي الذي أعلنت عنه السلطات الصينية اليوم إلى رفع الطلب على الوقود.

أسعار النفط اليوم

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.82 % أو ما يعادل 0.91 دولارا ليصل إلى 110.04 دولار للبرميل، وفي الوقت ذاته، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.43 % أو ما يعادل 0.45 دولار ليصل إلى 107.47 دولارا للبرميل.

وجاء هذا بعدما تراجعت أسعار الخامان القياسيان أمس الأربعاء، حيث انخفضت بنحو 2.5%، وكذلك تراجعها في وقت مبكر من تداولات اليوم، إذ تراجع خام برنت لمستوى 108.48 دولارا، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى مستوى 105.64 دولارا.

وقائع السوق

أعلنت المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء عن خطتها - التي تبلغ قيمتها 210 مليارات يورو (220 مليار دولار) - لإنهاء اعتماد أوروبا على النفط الروسي بحلول عام 2027، واستغلال الأمر بعيدا عن المشكلات الجيوسياسية لتسريع تحولها للاعتماد على الطاقة الخضراء.

وجاء هذا بعدما اقترح الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، والتي تشمل فرض حظر كامل على واردات النفط الروسية في غضون ستة أشهر، لكن لم يتم البدء باعتماد المقترح حتى الآن، إذ كانت المجر من بين أشد المنتقدين للخطة.

هذا وبعد تراجع مخزونات النفط الأمريكية الأسبوع الماضي، بشكل غير متوقع، زاد معدل تشغيل مصافي التكرير ليقترب من أعلى معدلات تشغيل ممكنة لها متجاوزا 95% بالساحل الشرقي الأمريكي وساحل الخليج، وذلك استجابة لتراجع مخزونات المنتجات والصادرات شبه القياسية والتي دفعت أسعار الديزل والبنزين الأمريكية إلى مستويات قياسية.

وفي الصين، يترقب المستثمرون تنفيذ خطة إعادة الفتح التدريجي لمدينة شنغهاي - الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد - وتخفيف القيود اعتبارا من الأول من يونيو، مما قد يؤدي إلى انتعاش في الطلب على النفط في أكبر مستورد لخام النفط بالعالم.

توقعات المحللين

يرى محلل السلع في شركة راكوتن للأوراق المالية ساتورو يوشيدا أن التراجع في وول ستريت بنهاية جلسة أمس الخميس أدى لاضطراب المعنويات خلال التعاملات المبكرة، إذ جاء ليؤكد المخاوف بشأن ضعف الاستهلاك والطلب على الوقود وبالتالي النفط .

وجاء تراجع المؤشرات بوول ستريت بعدما شهدت الأسهم الآسيوية عمليات بيع حادة يوم الخميس، إثر شعور المستثمرين بالقلق من ارتفاع التضخم العالمي وسياسات الإغلاق بالصين والحرب بأوكرانيا.

وأضاف يوشيدا أن أسواق النفط لا تزال تحافظ على الاتجاهال صعودي، حيث من المتوقع أن يؤدي حظر الاتحاد الأوروبي لواردات النفط الروسية إلى زيادة الضغط على الإمدادات العالمية.

وكذلك أفاد ستيفن إينيس المحلل بشركة SPI Asset Management بأن الأخبار التي تفيد بأن شنغهاي تخطط لاستئناف النقل العام بين مناطقها بشكل تدريجي اعتبارا من 22 مايو كان لها تأثير إيجابي بالنسبة للمخاطر، مما أدى لدعم أسعار النفط أيضا.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image