تقرير النفط الأسبوعي: تأرجح أسعار النفط بين التفاؤل والتشاؤم

تباينت أسعار النفط على مدار هذا الأسبوع بين ارتفاع وانخفاض بسبب ظروف السوق ومجريات الأحداث وما كان لها من آثار على سوق النفط العالمي ، وفيما يلي أهم تحركات النفط خلال الأسبوع مع الأسباب التي أدت لهذه التحركات :

في بداية الأسبوع ارتفعت أسعار النفط مدعومة بتفاؤل متزايد بأن يكون تأثير أوميكرون المتحور من فيروس كورونا محدودا على النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي على طلب الوقود والنفط . فضلا عن صدور توقعات منظمة " الأوبك OPEC " للطلب العالمي على النفط للربع الأول من عام 2022، حيث قالت في تقرير شهري إنها تتوقع أن يبلغ متوسط ​​الطلب على النفط 99.13 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2022 بزيادة 1.11 مليون برميل يوميا عن توقعاتها الشهر الماضي.

فارتفعت العقود الآجلة لخام النفط الأمريكي بالقرب من 71.44 دولارا للبرميل بنسبة 0.21% تقريبا، وارتفع خام برنت بالقرب من 74.81 دولار بحوالي 0.56%.

ولكن وبمنتصف الأسبوع ، تراجعت أسعار النفط بالرغم من تفاؤل توقعات " أوبك " نتيجة تخفيض وكالة الطاقة الدولية ( IEA ) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2021 و2022 بنحو 100 ألف برميل يوميا في كل من العامين ، في الوقت الذي ينخفض فيه الطلب على وقود الطائرات تزامنا مع قيود السفر جوا التي فرضتها بعض الدول بسبب جائحة " كورونا "  وسلالتها الجديدة " أوميكرون"، مما أثر على طلب النفط .

كما أظهرت بيانات الصناعة أن مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي لم تنخفض بالقدر المتوقع وهو مؤشر آخر يؤدي إلى هبوط أسعار النفط وتراجعها، فقد أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي ( API ) أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة تراجعت 815 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من ديسمبر، وفقا لمصادر السوق ، مقارنة مع انخفاض 2.1 مليون برميل توقعه عشرة محللين استطلعت وكالة رويترز آراءهم.

ثم وبنهاية الأسبوع تذبذبت أسعار النفط بين:

• ارتفاع مفاجئ عقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمس الأربعاء ، والذي قرر الاحتياطي الأمريكي فيه الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير عند النسبة 0.25% ، فضلا عن تعزيز وتيرة خفض شراء السندات إلى 30 مليار دولار شهريا ، فضلا عن تصريح محافظ الفيدرالي الأمريكي " جيروم باول " بأن بنك الاحتياطي الأمريكي يتوقع نمو الاقتصاد بنسبة 5.5% هذا العام، بما فيه قطاع النفط ، حيث ارتفع الدولار الأمريكي وارتفعت معه العقود الآجلة لخام النفط الأمريكي بالقرب من 71.70 دولارا للبرميل بنسبة 1.17% تقريبا، وارتفع خام برنت بالقرب من 74.63 دولار بحوالي 1.02%.
• وانخفاض تابع بفعل المخاوف حيال تخمة المعروض النفطي بالأسواق وبخاصة مع تفشي متحور أوميكرون عالميا وتسببه بالكثير من الإصابات ببعض الدول مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة ، وهو ما قد يدفع هذه الدول لإعادة قيود الإغلاق مجددا لمكافحة تفشي هذا المتحور الجديد، وهذا بدوره يضعف الطلب على النفط الخام خلال الفترة المقبلة. فضلا عن تهديدات التوترات بين الولايات المتحدة و الصين وبخاصة بعدما فرضت الولايات المتحدة قيودا على الاستثمار والصادرات على عشرات الشركات الصينية أمس الخميس، متهمة الشركات بالتواطؤ في قمع أقلية الأويغور أو مساعدة الجيش الصيني ، وهذا  قد يدفع لتجدد التوترات بين أقوي اقتصادين في العالم، وهو ما أثار المخاوف بالأسواق وأضعف الطلب على النفط الخام.

وانتهى الأسبوع اليوم على انخفاض في أسعار النفط و عقود الخام الأمريكي بنسبة 1.52% لتسجل 70.86 دولار للبرميل ، وانخفضت عقود خام برنت بنحو  2.00% لتسجل 73.52 دولار للبرميل.

إذا إلى أين يتجه النفط الأسبوع المقبل ؟

على الرغم من الانخفاض الحالي في سوق النفط ، إلا أن أسعار النفط الخام وجدت دعما حال دون انهيار الأسعار بعد توقعات الخبراء لدى مؤسسة  " جولدمان ساكس "  للخدمات المالية والاستثمارية بألا يكون لمتحور أوميكرون الجديد تأثير قوي بالنسبة للطلب العالمي على النفط الخام ، خاصة مع عدم إعادة فرض قيود الإغلاق بالكثير من دول العالم ، لذلك تستمر الآمال بارتفاع أسعار النفط مع نهاية العام الحالي 2021 وبداية العام الجديد 2022 .