مع الإسراع في تبني الطاقة المتجددة..ماذا سيحدث لعمال صناعة النفط والغاز؟

مع الإسراع في تبني الطاقة المتجددة..ماذا سيحدث لعمال صناعة النفط والغاز؟
النفط

تسببت جائحة "كورونا" في فقدان مئات الآلاف من الوظائف في صناعة الطاقة حول العالم نتيجة قيود الإغلاق وتضرر شركات النفط والغاز الطبيعي ماليا.

وفي ذات الوقت، تسعى العديد من الحكومات حول العالم لتبني خططا للتحول نحو الطاقة المتجددة، وهو ما يمكن أن بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير في صناعة الوقود الأحفوري. فبعد قمة المناخ في "جلاسجو" خلال نوفمبر الماضي والتي حضرها العديد من زعماء العالم، تم الاتفاق على تنفيذ خطط للتحول نحو الطاقة الخضراء.

لكن ماذا سيحدث إذا تحولت العديد من الدول بالفعل نحو الاعتماد بشكل كبير على مصادر الطاقة المتجددة؟ ما مصير البنية التحتية لصناعة النفط والغاز الطبيعي؟ ماذا عن ملايين الوظائف في صناعة الوقود الأحفوري؟

أضرار واسعة النطاق

خسرت صناعة الطاقة بوجه عام نحو 400 ألف وظيفة خلال عام 2020 من بينها 200 ألف وظيفة تقريبا تم فقدانها في هذه الصناعة بأمريكا وحدها. وظهر ذلك جليا في خفض "إكسون موبيل" 15%  (14 ألف وظيفة) من قوتها العاملة، فما بالنا بشركات الطاقة الأصغر التي اضطر بعدها للتقدم بطلبات للحكومة للحماية من الإفلاس؟

والآن مع التحول نحو الطاقة النظيفة، من المتوقع أن تفقد صناعة النفط والغاز مزيدا من الوظائف، فعلى الأرجح، ستفقد ما يقرب من 20% من الوظائف على مدار العقد القادم، وحوالي 95% بحلول الفترة بين 2031 و2050.

لقد أغلقت منشآت الطاقة العاملة بالفحم في الولايات المتحدة وأوروبا بالفعلن ويتزايد معدل الإغلاق حول العالم وبوتيرة أسرع من المتوقع نظرا لتعهدات الدول بخفض انبعاثات الكربون بداءا من أكثر مصادر الوقود الأحفوري تسببا لهذه الانبعاثات، وهي الفحم. وقررت المملكة المتحدة وقف أي إنتاج للطاقة من الفحم بشكل تام بحلول عام 2024.

ورغم أن هذه الخطط تعد بمثابة أنباءا سارة للبيئة والمناخ مع تقليل انبعاثات الكربون، إلا أنها أنباء كارثية لصناعة النفط والغاز والعاملين بها. كما أن العديد من اقتصادات المدن التي تشتمل على منشآت للنفط والغاز سوف تتضرر بشدة خلال التحول نحو الطاقة النظيفة.

وواجهت صناعات عدة في الولايات المتحدة تسريحا للعمالة، لكن ليس بنفس القدر الذي شهدته صناعة الوقود الأحفوري، فقد خسرت صناعة التنقيب عن النفط والغاز في أمريكا 160 ألف وظيفة، وفقدت صناعة الفحم 50 ألف وظيفة، وفقا بيانات مكتب إحصاء العمالة. وتشير البيانات إلى أن فقدان كل وظيفة من منشآت الطاقة أو مناجم التعدين يقابلها فقدان 4 وظائف غير مباشرة.

ولا يجب تجاهل أن ملايين الوظائف في صناعة الطاقة تمثل عمودا فقريا للصناعات في أمريكا بوجه عام، وهو ما يعني أن انتخابات الكونجرس أو الانتخابات الرئاسية يجب أن تأخذ في اعتبارها هؤلاء بالتزامن مع الأخذ في الاعتبار سياسات التحول نحو الطاقة النظيفة.

وعلاوة على ذلك، يتردد العديد من العمال في صناعة النفط والغاز بشأن التحول نحو وظائف في مصادر الطاقة المتجددة والتي تتطلب تدريبات معينة وربما تعرض رواتب أقل تنافسية.

ورغم كل هذا، تشهد صناعة الطاقة المتجددة ارتفاعا ملحوظا في عدد الموظفين لتصل إلى 12 مليون موظف على مستوى العالم مقارنة بنحو 11.5 مليون موظف عام 2019.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image