أسعار الذهب تواصل انهيارها القوي بسبب قوة الدولار الأمريكي

واصلت أسعار الذهب مسيرة انهيارها والتي بدأت هذا الأسبوع وتعززت أمس الأربعاء مع صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي حول الفائدة والتوقعات الاقتصادية الصادرة عن البنك والتي ساهمت في حالة من التفاؤل بالأسواق حيال انسحاب الفيدرالي من برنامج التيسير النقدي بأسرع من المتوقع خلال العام المقبل.

وخلال تداول اليوم الخميس، سجلت العقود الفورية لمعدن الذهب نحو 1773 دولار للأوقية. كما استقرت العقود الاَجلة لمعدن الذهب وسجلت مستويات 1772 دولار للأوقية.

ولقد ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام نحو 6 عملات خلال تعاملات اليوم الخميس نحو مستويات 92.00 نقطة، وسجل حوالي 91.98 نقطة بالتزامن مع تزايد الطلب على الدولار الأمريكي بقوة، فارتفاع الدولار يدفع أسعار الذهب للانخفاض، والعكس صحيح، ولكن هذه العلاقة تتأثر حاليا بتطورات فيروس كورونا وشهية المخاطرة في الأسواق.

وارتفع الدولار الأمريكي خلال التعاملات وذلك على الرغم من إبقاء الفيدرالي الأمريكي على السياسة النقدية دون تغيير خلال اجتماعه، إلا أن الدولار الأمريكي استفاد بقوة من التوقعات الاقتصادية الصادرة عن البنك وبخاصة ما يتعلق بتوقعات رفع الفائدة، حيث تعززت احتمالات رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي خلال العام المقبل إلى مرتين في ظل البيانات الاقتصادية الإيجابية وعلى رأسها بيانات سوق العمل، وهو ما عزز الطلب على الدولار الأمريكي بالأسواق وأضعف أسعار الذهب.

وخلال تعاملات اليوم، انخفضت أسعار الذهب بشكل ملحوظ دون مستويات 1800 دولار للأوقية مجددا بعد صدور التوقعات الاقتصادية الصادرة عن الفيدرالي الأمريكي أمس الأربعاء والتي عززت التفاؤل حيال انسحاب الفيدرالي الأمريكي من التيسير النقدي بأسرع من المتوقع تزامنا مع إيجابية البيانات الاقتصادية، وبأنه لن يتسامح في ارتفاع معدلات التضخم ويهدف إلى تحقيق استقرار الأسعار عند مستوى 2% على المدى الطويل، وهو ما عزز الطلب على الدولار الأمريكي وأضعف أسعار الذهب. 

وفي الوقت ذاته، عزز التفاؤل حيال عودة الاقتصاد الأمريكي إلى طبيعته مع هدوء وتيرة إصابات ووفيات فيروس كورونا المستجد داخل الولايات المتحدة وبخاصة مع حملة التطعيم الواسعة بلقاحات كورونا من قوة الدولار الأمريكي بالأسواق ويدعم أيضا تزايد الطلب على العملة الأمريكية.

وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب ارتفعت مؤخرا أعلى مستويات 1900 دولار للأوقية بدعم من ارتفاع التضخم الأمريكي بشكل ملحوظ والتصريحات المتفاوتة من قبل صانعي القرار داخل الفيدرالي الأمريكي حول ارتفاع التضخم وانتظار دلائل حول استمرار ارتفاعه وأن ارتفاع التضخم سيكون مؤقتا أو دائما، وهو ما يضعف جاذبية حيازة الدولار الأمريكي وبخاصة في ظل ضعف الفائدة على العملة الأمريكية، وبالتالي يدعم ذلك الإقبال على الملاذات الاَمنة وبخاصة الذهب.