البيانات الاقتصادية تدفع أسعار الذهب للانخفاض قرب 1900 دولار

سجلت أسعار الذهب انخفاضا طفيفا بمرور تعاملات اليوم الثلاثاء وتستقر قرابة مستويات 1900 دولار للأوقية تزامنا مع إيجابية البيانات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة الأمريكية والتي عززت الطلب على الدولار الأمريكي وأضعف الطلب على المعدن الأصفر.

وخلال تداول اليوم الثلاثاء ، سجلت العقود الفورية لمعدن الذهب نحو 1903 دولار للأوقية. كما استقرت العقود الاَجلة لمعدن الذهب وسجلت مستويات 1904 دولار للأوقية.

ولقد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام نحو 6 عملات خلال تعاملات اليوم الثلاثاء دون مستويات 90.00 نقطة، وسجل حوالي 89.84 نقطة بالتزامن مع استقرار العائد على السندات الأمريكية، فارتفاع الدولار يدفع أسعار الذهب للانخفاض، والعكس صحيح، ولكن هذه العلاقة تتأثر حاليا بتطورات فيروس كورونا وشهية المخاطرة في الأسواق.

وانخفضت أسعار الذهب بشكل ملحوظ دون مستويات 1900 دولار للأوقية بعد صدور البيانات الاقتصادية الإيجابية داخل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها سرعان ما تمكنت من الصمود والارتفاع أعلى مستوى 1900 دولار للأوقية مجددا، حيث أفادت البيانات الصادرة اليوم عن معهد إدارة التوريدات الأمريكي بأن مؤشر ISM الخدمي الأمريكي قد سجل قراءة عند 61.2 عن شهر مايو الماضي وهو ما يعتبر أكثر من التوقعات التي اتجهت لأن يسجل المؤشر قراءة عند النفطة 60.8 كما تعتبر أكثر من القراءة السابقة حيث كانت عند النقطة 60.7.

وأيضا، تضررت أسعار الذهب مع ارتفاع العائد على السندات الأمريكية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بمختلف الاَجال، ولقد تراجع العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات إلى 1.610%، وانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 20 عاما إلى 2.222%، وفي الوقت ذاته، انخفض عائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 30 عام إلى مستويات 2.295%، وهو ما عزز قوة الدولار وأدى إلى ارتفاعه بشكل ملحوظ أمام العملات الأخرى والسلع مثل الذهب.

وارتفعت أسعار الذهب مؤخرا بدعم من ارتفاع التضخم الأمريكي بشكل ملحوظ والتصريحات المتفاوتة من قبل صانعي القرار داخل الفيدرالي الأمريكي حول ارتفاع التضخم وانتظار دلائل حول استمرار ارتفاعه وأن ارتفاع التضخم سيكون مؤقتا أو دائما، وهو ما يضعف جاذبية حيازة الدولار الأمريكي وبخاصة في ظل ضعف الفائدة على العملة الأمريكية، وبالتالي يدعم ذلك الإقبال على الملاذات الاَمنة وبخاصة الذهب. 

وتترقب أسواق العملات تترقب صدور بيانات التوظيف الأمريكية مع نهاية الأسبوع والتي تعطي دلالة واضحة حول مدى تحسن الأوضاع الاقتصادية داخل الولايات المتحدة وتعافي الاقتصاد من تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد.

ومنذ بداية العام تقريبا، كان الطلب على الذهب باعتباره ملاذ اَمن قد انخفض مع هدوء وتيرة تفشي فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى تلاشي المخاوف بشكل كبير حيال التعافي الاقتصادي العالمي بما أدى إلى انخفاض أسعار الذهب دون مستويات 1750 دولار للأوقية في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي مع صعود العائد على السندات الأمريكية، والتفاؤل حيال تعافي الاقتصاد الأمريكي سريعا من تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد بالتزامن مع إيجابية البيانات الاقتصادية وعلى رأسها بيانات سوق العمل والتضخم، بما قد يدفع الفيدرالي الأمريكي نحو إنهاء التيسير النقدي الحالي سريعا.

ومن بين أسعار المعادن الأخرى، ارتفعت عقود معدن الفضة بنسبة 0.37% وسجلت حوالي 28.117 دولار للأوقية، بينما ارتفعت عقود معدن البلاديوم بنسبة 1.32% وسجلت حوالي 28677.50 دولار للأوقية.