التقرير الأسبوعي: أسعار النفط تسجل أكبر خسارة منذ عام !

رغم الارتفاع منذ بداية مارس الجاري والوصول إلى أعلى مستوياتها منذ نحو عام تقريبا، سجلت أسعار النفط تراجع قويا خلال هذا الأسبوع، وخاصة خلال تداولات أمس الخميس التي تعكس أكبر انخفاض يومي تشهده أسعار النفط منذ أبريل الماضي.

فقد تراجعت العقود الفورية لخام برنت هذا الأسبوع بأكثر من 6.5% مقارنة بالاسبوع الماضي، وكان أدنى مستوى وصلت له العقود عند 61.48 دولار للبرميل بينما كان أعلى مستوى لها عند مستويات 70 دولار للبرميل. كذلك، خسر الخام الأمريكي نحو 6% أيضا من قيمته هذا الأسبوع، ووصلت العقود الفورية خلال تداولات الخميس إلى مستويات 58.25 دولار للبرميل، بعد أن سجلت 66.38 خلال منتصف الأسبوع.

وتزامن هذا التراجع في أسعار خام برنت والخام الأمريكي مع عودة حالة القلق في الأسواق حول تفشي فيروس كورونا في دول أوروبا من جديد بوتيرة سريعة مع ارتفاع معدلات الإصابة، وبالتالي أعلنت بعض الدول من بينها فرنسا عن فرض قيود إغلاق جديدة تبدأ من اليوم ولمدة شهر لاحتواء الفيروس، بينما أعلنت ألمانيا أن عن أن الارتفاع في أعداد الإصابات سيعرقل تخفيف قيود الإغلاق، وبالتالي سيؤثر كل ذلك على الطلب على النفط.

من ناحية أخرى، زادت المخاوف حول ضعف الطلب على النفط مع استمرار ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية للأسبوع الرابع على التوالي بحوالي 2.4 مليون برميل. وتزامن صدور تلك البيانات عن إدارة الطاقة الأمريكية مع صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري الذي أكد على عدم تعافي الطلب على النفط الخام على مستويات ما قبل الائحة قبل عام 2023.

وزاد ارتفاع الدولار الأمريكي من الضغوط على أسعار النفط وأسعار السلع والعملات الرئيسية والعملات الرقمية بصورة عامة، بعد ان استطاع الدولار الأمريكي أن يتجاوز مستويات 92، بدعم من صعود عائدات السندات الأمريكية بقوة خلال هذا الأسبوع حتى وصلت إلى مستويات 1.73%.

على الجانب الآخر، ما زالت حالة التفاؤل في الأسواق حول تعافي الاقتصاد الأمريكي خلال عام 2021 يحد من سقوط أسعار النفط بقوة باعتبار الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط، وبذلك سيؤدي التعافي الاقتصادي الأسرع من المتوقع بسبب حزمة التحفيز البالغة 1.9 تريليون دولار إلى ارتفاع الطلب على النفط من جديد.

وما زال قرار أوبك+ بالإبقاء على حجم الإنتاج دون أي زيادات يدعم أسعار النفط، خاصة مع التزام المملكة العربية السعودية بالخفض الطوعي الذي بدأته في فبراير الماضي بخفض حوالي مليون برميل إضافي من إنتاجها.