أسعار الذهب ترتفع في بداية تداولات الأسبوع، ما السبب؟

ترتفع أسعار الذهب في أول يوم تداول من الشهر الجاري اليوم الإثنين، وذلك بعد أن فقد الذهب 6.18% من قيمته خلال شهر فبراير. وقد فقدت أسعار الذهب أكثر من 3% من قيمتها خلال الأسبوع المنتهي يوم الجمعة ليسجل الذهب خسارته للأسبوع الثاني على التوالي. وخلال الأسبوع المنتهي 26 فبراير هبطت أسعار الذهب من المستويات 1,816 دولار للأونصة لاختبار أدنى مستوياتها في أكثر من ثمانية أشهر أدنى 1,725 دولار للأونصة. بالتزامن مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي DXY مما شكل ضغط قوي على حركة أسعار الذهب هذا الأسبوع.

ويتأثر بقوة أو ضعف الدولار الأمريكي بسبب العلاقة العكسية بين الطرفين، فارتفاع الدولار يدفع أسعار الذهب للانخفاض، والعكس صحيح، ولكن هذه العلاقة تتأثر حاليا بتطورات فيروس كورونا وشهية المخاطرة في الأسواق. ولكن بشكل عام كان السبب الرئيسي لهبوط الذهب الأسبوع الماضي هو ارتفاع الدولار الأمريكي.

وقد شهدنا الضغوط البيعية بصورة ملحوظة على أسعار الذهب في أعقاب ارتفاع الدولار في تعاملات الأسبوع الماضي مدعوما بالارتفاع الحاد في عوائد سندات الخزانة الأمريكية. وبدأت السندات الحكومية، وخاصة سندات الخزانة الأمريكية، في أن تصبح النقطة المحورية للأسواق على مستوى العالم، حيث يتوقع المتداولون الآن ارتفاع التضخم بقوة مع تعافي الاقتصادات على خلفية المستويات القصوى من التحفيز المالي والسياسات النقدية المتساهلة للغاية.

وعلى هذا النحو، فإن حقيقة أن مزاد الخزانة يوم الخميس اجتذب أضعف نسبة على الإطلاق من العطاءات مقارنة بحجم البيع المقصود كان حافزا لانهيار واسع النطاق في معنويات المخاطرة عبر الأسواق، وتجاوز العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات لفترة وجيزة مستوى 1.6% ليتداول عند أعلى مستوى له منذ أكثر من عام.

أما في بداية تداولات الأسبوع الجاري، قد تلقت أسعار الذهب بالدعم بدعم من الإيجابية على جبهة حزمة التحفيز الأمريكية. فقد أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون الإغاثة من فيروس كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار في وقت مبكر من يوم السبت المنصرم، وأرسل مقترح حزمة التحفيز الأمريكية إلى مجلس الشيوخ في الوقت الذي يسارع فيه الديمقراطيون نحو الموافقة على المزيد من المساعدات قبل انتهاء صلاحية برامج البطالة. 

وتظل إيجابية التطورات المتعلقة بحزمة التحفيز لها التأثير الأكبر على الذهب، حيث إن الموافقة على حزمة تحفيز مالي تعني ضخ كمية كبيرة من الأموال في السوق الأمريكي وهو ما قد يضعف قيمة الدولار وبالتالي يؤثر بالسلب عليه ويدعم الذهب.