لماذا تتراجع أسعار الذهب، وهل هناك منقذ له؟

لماذا تتراجع أسعار الذهب، وهل هناك منقذ له؟

بقلم باراني كريشنان

يعاني الذهب الآن في مناطق 1,770 دولار للأوقية، خلال يوم الخميس، بينما تراجعت أسهم وول ستريت بقوة مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية التي ترتفع بقوة، بما يدفع للاعتقاد بأن التعافي الاقتصادي سيكون أفضل مما يتوقع الفيدرالي، مع زيادة المراهنات على أصول القيمة.

وصلت أسعار الذهب بالعقود الآجلة لـ 1,775.40 دولار للأوقية، بانخفاض 22.50 دولار للأوقية، أو بنسبة 1.3%. وفي وقت سابق من اليوم وصلت العقود الآجلة لـ 1,764.25 دولار للأوقية مقتربة من انخفاضات يونيو لـ 1,759 دولار التي وصلتها الأسبوع الماضي.

يعكس سعر الذهب في المعاملات الفورية أسعار السبائك، والتي تعد وسيلة التحوط من مديري الأموال، أكثر من العقود الآجلة. وتراجع سعر الذهب بـ 30.20 دولار للأوقية، أو بنسبة 1.7% وصولًا لـ 1,774.60 دولار للأوقية.

يقول إد مويا، المحلل من OANDA: "مع ارتفاع عوائد السندات العالمية، سيكون هبوط الذهب أكثر حدة." "المعدن الثمين سيمر بأوقات عصيبة في 2021، والأمر الوحد يد الذي سيوقف الهبوط هو إيقاف البنوك المركزية الارتفاع القوي في عوائد سندات الخزانة الأمريكية. وسيكون للفيدرالي فرص عدة لوقف التزايد القوي، ولكن إلى الآن يبدو أنه يتحلى بالصبر.

تراجع مؤشر داو جونز بحوالي 560 نقطة، فيما فقط مؤشر ناسداك 3%، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات لمستوى 1.5%، وهو مستوى غير مسبوق منذ فبراير 2020، قبل تفشي فيروس كورونا.

جاء ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية على خلفية طلبات إعانة البطالة الأقل من المتوقع، وصولًا لانخفاضات شهر نوفكبر، وسط مخاوف حول زيادة التضخم، بما أخاف المستثمرين، ودفعهم لكبح راهناتهم الإيجابية على الأسهم. وكان مؤشر ناسداك هدف البائعين، على عكس مؤشرات ناسداك وإس آند بي 500 والتي تتمتع بنمو أكبر مقارنة بمكررات أرباح أسهم التكنولوجيا، وخلال اليوم هبطت أسهم: فيس بوك، وأمازون، وآبل، وجوجل (NASDAQ:GOOGL).

وبما أن التصفية مرتبطة بمخاوف التضخم في وول ستريت، إلا أن هبوط الذهب -وسيلة التحوط ضد التضخم- بسبب توقعات ارتفاع التضخم لهو أمر يثير الضحك. فالمفترض أن يرتفع الذهب في ظل البيئة الحالية.

ولكن الأكثر عشوائية كان انخفاض مؤشر الدولار مع هبوط الذهب. فالذهب الآن بصدد تضخم مرتفع، أسواق أسهم هابطة، ومؤشر دولار هابط، ومع ذلك يتعرض لموجة بيع.

أمّا بتكوين، والتي رآها البعض سببًا لهبوط الذهب، فلم ترتفع سوى 0.8% لتتعافى من تصفية مستهل الأسبوع. ووصلت بتكوين لمستوى 58 ألف دولار، مع اتجاه مستثمري المؤسسات نحو العملة الرقمية، وكانوا في السابق موالين للذهب، ولكنهم غيروا المسار.

يعاني الذهب من سلسلة من الخسائر والعثرات منذ وصوله للرقم القياسي في أغسطس الماضي عند سعر 2,090 دولار للأوقية. ومع آمال اللقاح العريضة، وتوقعات التعافي الاقتصادي غير الواقعية، يستمر هبوط الذهب.

فارتفع مؤشر الدولار وارتفعت عملة بتكوين على حساب الذهب، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة.

ارتفعت العوائد مرات عدة خلال الأشهر الأربعة الماضية مع مراهنة المستثمرين على تعافي الاقتصاد العالمي الذي سيفاجئ الفيدرالي خلال النصف الثاني، رغم التزام الفيدرالي بقولة إن هذا لن يحدث.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image