أسعار النفط ترتفع رغم مخاوف تراجع الطلب، لماذا؟

ارتفعت أسعار النفط خلال تداول اليوم الجمعة على الرغم من تصاعد المخاوف حيال تراجع الطلب على النفط الخام مع تزايد إصابات كورونا في مختلف دول العالم واعتزام الدول فرض المزيد من القيود على السفر والطيران لاحتواء المرض. على الجانب الآخر، دعم تراجع مخزونات النفط الأمريكية والآمال حول خفض المعروض من ارتفاع أسعار النفط خلال اليوم على الرغم من المخاوف في الأسواق.

هذا، وسجلت العقود الفورية لخام برنت ارتفاعا بنسبة 0.11% ووصلت إلى مستويات 55.42 دولار للبرميل، فيما صعدت العقود الفورية للخام الأمريكي بنسبة 0.72% لتصل إلى مستويات 52.47 دولار للبرميل. في الوقت نفسه، سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعا بنسبة 0.58% لتصعد إلى مستويات 55.42 دولار للبرميل، فيما شهدت العفود الآجلة للخام الأمريكي صعودا بنسبة 0.31% لتسجل خلال الساعة الأخيرة 52.50 دولار للبرميل.

وكان للمخاوف حول أزمة كورونا دورا مهما في الحد من ارتفاع أسعار النفط خلال اليوم، حيث زادت من التوقعات حيال تراجع الطلب على النفط الخام. فقد ذكرت تقارير صحفية بالأمس أنه من المحتمل أن تقوم الصينية بفرض قيود صارمة على السفر خلال فترة الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة بعد ظهور حالات إصابة محلية بفيروس كورونا.

ولأن الصين هي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، فقد أثرت تلك الأنباء بصورة سلبية على تحركات أسعار النفط، لكن بيانات مخزونات النفط التي تم الإعلان عنها مساء يوم الأربعاء قد دفعت أسعار النفط للارتفاع بصورة ملحوظة، مع تحسن البيانات بقوة خلال الأسبوع المنتهي في يوم الجمعة الماضية.

ومع اقتراب شهر يناير على الانتهاء وبداية شهر فبراير، صعدت الآمال في الأسواق حول تراجع المعروض من النفط الخام، مع اقتراب دخول قرار المملكة العربية السعودية بخفض إنتاج النفط بنحو مليون برميل بصورة طوعية حيز التنفيذ ابتداء من فبراير المقبل وحتى شهر مارس، على أن ينخفض إنتاج أوبك+ 8.125 مليون برميل يوميا.

وبالتالي، فمن المتوقع أن تواصل أسعار النفط التداول بالقرب من المستويات الحالية، على أن تميل إلى الارتفاع بصورة قليلة قبل أن تعود الضغوط من جديد على الأسواق مع العطلات داخل الصين في منتصف الشهر القادم. كذلك، سيكون لتطورات كورونا تأثير على تحركات النفط بصورة قوية خلال الفترة القادمة، مع إعلان ألمانيا وغيرها عن فرض قيود جديدة على الحدود، وتحديدا على القادمين من بريطانيا وجنوب افريقيا والبرازيل مع انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا.