مع بايدن والتحفيزات، ماذا يمنع الذهب، وهل يتغير مساره؟

مع بايدن والتحفيزات، ماذا يمنع الذهب، وهل يتغير مساره؟

طال أمد انتظار ثيران الذهب لحزم التحفيز، وبدأ العام على انتعاش، ولكن لم يمر أسبوع إلا وفقد الذهب جميع الأرباح، وسجل خسائر، وهبط بأحد وتيرة له منذ الإعلان عن لقاحات لفيروس كورونا. 

وخلال الأسبوع الماضي، يوم الخميس، أعلن الرئيس المنتخب جو بايدن عن حزمة تحفيز بـ 1.9 تريليون دولار أمريكي، وسط سيطرة الحزب الديموقراطي على: البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، ومجلس النواب. 

وتشير البيانات الصادرة منذ بداية العام إلى ضعف في سوق العمل الأمريكي، فأشار تقرير التوظيف لخسارة الاقتصاد الأمريكي 140 ألف، وخلال الأسبوع الماضي تقدم 965 ألف شخص بطلبات لإعانة البطالة، كما تراجعت مبيعات التجزئة الأمريكية. 

إذن، هناك تحفيز، ضعف اقتصادي، جائحة فيروسية، ارتفاع للديون، فلماذا يقوى مؤشر الدولار الأمريكي، ويتراجع سعر الذهب. 

يقول بيتر هوج، من كيتكو: "على المدى القصير يبدو الاقتصاد مأزوم. فالأشخاص في حالة من الخوف، ويجمعون النقد. ويظل السوق عرضة للخطر." 

ويقول أندرو هانتر، من كابيتال إكونوميكس: "ليس من المستغرب أن نرى هبوطًا في مبيعات التجزئة مرة أخرى مع ارتفاع الإصابات، وزيادة القيود التي تفرض في مختلف البلاد. ويبدو بأن الاستهلاك يتباطأ بقوة، ويزيد هذا بنهاية العام." 

وحالة عدم اليقين تدفع لبيع الذهب، والأسهم، والاتجاه للدولار الأمريكي. 

فعلاوة على البيانات الاقتصادية السيئة، تتعامل الأسواق مع دولار مرتفع، وعوائد سندات عالية. ويقول فيليب ستريبيل، من بلو لاين: "ارتفاع مؤشر الدولار، وارتفاع السندات يدل على حالة من الهلع في السوق." 

بينما يدل التحليل الفني على  

لماذا لم تتفاعل أسعار الذهب مع حزمة التحفيز؟ 

كان رد فعل السوق سلبي على حزمة التحفيز الضخمة، لأن الحزمة ستمر من مجلسي النواب والشيوخ، في نفس الوقت الذي يحاول فيه الكونجرس إدانة الرئيس الحالي، دونالد ترامب. 

السؤال الحالي: هل تستطيع إدارة بايدن تمرير الحزمة سريعًا؟ فعلى الرغم من شغل الديموقراطيين مقعد الأغلبية الآن، إلا أنه يوجد عدد لا بأس به من الجمهوريين. 

ويشكك محمد العريان، من إليانز، في تمرير تلك الحزم التحفيزية بقوة، لأن الأغلبية ليست ساحقة. 

ولا يلزم سوى حفنة من الجمهوريين لإطالة فترة تمرير الحزمة. وما حدث في السوق يوم الجمعة كان استباق للأحداث التي ستقع في المستقبل القريب. كما أن بايدن وعد بـ 1400 دولار فقط للمواطن، وليس 200 كما كانت الخطة. 

وتركز الأسواق الأسبوع المقبل على ما سيفعله بايدن في الأسبوع الأول من فترة رئاسته. وما إذا كانت إجراءات عزل ترامب ستؤذي خطط تحفيز بايدن. ولو اثبتت تلك التكهنات صحتها، سيضر هذا بالأسهم، وسيخلق مزيد من عدم اليقين، بما قد يؤدي لتصفية، ويرفع عوائد السندات بقوة. 

اقرأ: يو بي إس: هناك فقاعة في سوق الأسهم، ولكن

التضخم يدعم الذهب، ولكن 

لا يمكن غض الطرح عن التضخم هذا العام، فالحزمة التريليونية الأولى لن تكون الأخيرة، وهذا ما سيلقي بقيود على الموازنات، وربما يضعف الأسهم. 

وشرح "السندات، والعوائد بدأ بالعيش في بيئة التضخم المرتفع، مع ارتفاع معدلات الطباعة." "يخشى السوق من الطباعة. واستمر التضخم منخفضًا لسنوات عدة. لو وصل التضخم لنسبة 2%، سيكون الوضع خارج السيطرة. وسيكون هذا لمصلحة الذهب." 

وأشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال الأسبوع الماضي إلى أن التضخم قد يتسارع قريبًا، فمع تراجع الوباء، سنشهد موجة من الإنفاق، وسنبدأ في مشاهدة دفع للأسعار للأعلى. والسؤال الحقيقي الآن وفق رئيس الفيدرالي: ما مدى استدامة هذا التأثير. 

بايدن في البيت الأبيض 

ننتظر خلال الأسبوع المقبل تنصيب الرئيس المنتخب، جو بايدن، وسط تهديدات أمنية، ومخاوف، وحالة من الحذر والترقب من أي أعمال عنف، يقوم بها أنصار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. 

ولكن وكما حدث مع اجتياح مبنى الكابيتول هيل، لن تتأثر أسعار الذهب كثيرًا بمثل كهذا فعل. 

وتعود الصديقة القديمة للتحفيزات النقدي، جانيت يلين، لمركز وزارة الخزانة الأمريكية. 

كما ينتظر السوق قرارات بنوك: الأوروبي المركزي، والبنك الياباني. 

إذن ماذا ينتظر سعر الذهب؟ 

يقول دانيل غالي، من تي دي للأوراق المالية، إن مزيد من الضعف متوقع خلال الأسبوع المقبل. 

وقال: "على المدى القريب، تزيد مخاطر الهبوط، مع تحول الذهب لتداولات الملاذ الآمن. فتداولات الذهب مزدحمة، إذ يوجد عدد كبير من المتداولين يدخلون ويخرجون من نفس المناطق." 

يقول غالي إن الذهب ربما يصل لمستوى 1,775 دولار للأوقية، ولكن لو اخترق الذهب للأعلى سيكون النطاق بين 1,800-1,900 دولار للأوقية. 

بينما هوج، من كيتكو نيوز، يقول إن مستوى 1,825 هو أهم مستوى للمراقبة خلال الأسبوع المقبل. لو فقده الذهب، سيتجه لـ 1,800 دولار للأوقية، ولو فقد الذهب هذا سيتجه لـ 1,775 دولار للأوقية. 

بينما تقول توقعات أخرى إن الحركة خلال الأسبوع المقبل ستكون جانبية عنيفة، مع العلاقة العكسية لمؤشر الدولار والأسهم والذهب. لو أغلق الذهب دون 1,800 دولار للأوقية، سنرى 1,750-60 دولار للأوقية.  


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image