التقرير الأسبوعي: أسعار النفط تصل إلى أعلى مستوى في 9 أشهر

ارتفعت أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوى لها منذ أوائل مارس بعد أن وافقت أوبك+ على اتفاق وحل وسط لتخفيف قيود الإنتاج بشكل تدريجي ابتداءا من أوائل العام المقبل. وجاء ارتفاع أسعار النفط بالرغم من التذبذب في بداية تداولات الأسبوع حيث قامت منظمة أوبك وحلفاؤها في اللجنة الوزارية المشتركة " أوبك+ " بتأجيل اجتماعها، فقد عقد يوم الخميس 3 ديسمبر بدلا من الثلاثاء 1 ديسمبر، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لمناقشة مقترح تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الخام أو القيام ببدء رفع الإنتاج تدريجيا. وقد أوضحت المنظمة أن قرار تأجيل الاجتماع يهدف لإعطاء الوزراء المزيد من الوقت لكى يتم التوصل لاتفاق، وذلك عن طريق استمرار المحادثات عبر الهاتف عقب انتهاء اجتماع يوم الإثنين الماضي دون التوصل لاتفاق خاص بتمديد اتفاق خفض الإنتاج.

ومن جانب آخر، قد أفاد تقرير لوكالة بلومبيرج يوم الإثنين بأن المملكة العربية السعودية تعتزم الاستقالة من منصب الرئيس المشارك في اللجنة الوزارية بتحالف أوبك+ ، ولم يتم ذكر المزيد من التفاصيل حول هذا الإطار، بما أثر سلبيا على أسعار النفط الخام بالأسواق. وكان وزير الطاقة في الجزائر والرئيس الحالي لاجتماع أوبك قد صرح سابقا بأن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، قد أجمعوا على تمديد المرحلة الحالية من خفض إنتاج النفط لمدة ثلاثة أشهر تبدأ من يناير المقبل وأنهم سيعملون على إقناع حلفائهم في اتفاق أوبك+ بهذا القرار، وبحسب المرحلة الثانية من اتفاق أوبك+ فإنه يتم خفض الإنتاج اليومي من النفط الخام بنحو 7.7 مليون برميل.

هذا وقد أثقلت بيانات مخزونات النفط الأمريكية أيضا على أسعار النفط، فقد أظهرت البيانات الرسمية التي صدرت يوم الأربعاء انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي، ولكن بأقل من توقعات المحللين. فقد أصدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها الأسبوعي الرسمي المعتاد لمخزونات النفط في البلاد وأظهرت البيانات أن مخزونات النفط الخام قد تراجعت بواقع 0.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أقل من توقعات المحللين والذين كانوا يتوقعون تراجع المخزون بواقع 1.7 مليون برميل. وكانت المخزونات قد انخفضت بواقع 0.8 مليون برميل في الأسبوع الذي سبقه.

ولكن أخيرا، قد تلقت أسعار النفط الدعم القوي مما دفعها إلى أعلى مستوى لها منذ مارس من العام الجاري جراء اتفاق تحالف أوبك+ أمس الخميس على زيادة معدلات إنتاج النفط الخام بشكل طفيف بداية من يناير المقبل بهدف استمرار الحفاظ على توازن الأسواق بعد تضرره من تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد مؤخرا. ولقد قرر تحالف أوبك+ زيادة إنتاج النفط الخام بنحو نصف مليون برميل فقط بداية من يناير، ويعني ذلك بأن الإنتاج سيرتفع إلى 7.2 مليون برميل يوميا، مقارنة بالتخفيضات الحالية والتي تقدر بحوالي 7.7 مليون برميل يوميا. وقالت مصادر في تحالف أوبك+ بأن كل من روسيا والعراق ونيجيريا والإمارات عبروا عن رغبتهم في زيادة إنتاج النفط بشكل كبير في العام المقبل، وأن تحالف أوبك+ سيعقد اجتماعا شهريا للنظر في سياسات إنتاج النفط بعد يناير المقبل.