النفط يزحف إلى الأعلى على الرغم من خلافات أوبك

النفط يزحف إلى الأعلى على الرغم من خلافات أوبك

تقدم النفط في تداولات الجلسة الآسيوية لليوم الخميس، وإن كان ذلك بشكل طفيف للغاية، على الرغم من استمرار حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كانت منظمة البلدان المصدرة للنفط، التي تقودها المملكة العربية السعودية، وحلفاؤها في مجموعة (أوبك+) الذين تقودهم روسيا، سيتفقون على مستويات الإنتاج لعام 2021، وعلى الرغم أيضاً من تراجع المخزونات الأمريكية بأقل من المتوقع.

فعند الساعة 11:46 مساءً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:46 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدمت العقود الآجلة لخام {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة طفيفة بلغت 0.08٪ لتتداول عند 48.29 دولار للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام {{8849|غرب تكساس الوسيط}} بنسبة هامشية بلغت 0.04٪ لتتداول عند 45.30 دولار للبرميل.

ودخلت المملكة العربية السعودية وروسيا في خلاف حول ما إذا كان ينبغي تمديد العمل بقيود الإنتاج الحالية، والبالغة 7.7 مليون برميل يومياً، بسبب ضعف الطلب على الوقود وسط استمرار الوباء في الانتشار. ومن المقرر أن تستأنف منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها في مجموعة (أوبك+) المناقشات بشأن هذه المسألة، في الاجتماع الوزاري المقرر عقده في وقت لاحق اليوم.

وكان قد تم تأجيل هذا الاجتماع، من موعده الأصلي الذي كان مقرراً يوم الثلاثاء، حتى اليوم الخميس، بعد أن فشلت المحادثات بين الدول المنتجة في الوصول إلى أي توافق في الآراء بشأن قيود الإنتاج. وسيتم خلال اجتماع اليوم تحديد سياسة الإنتاج للمجموعة الأوسع التي تضم 23 دولة منتجة للنفط، لعام 2021. وقبل ظهور هذه الخلافات، كانت التوقعات تشير إلى تمديد أوبك+ العمل بقيود الإنتاج حتى نهاية شهر مارس 2021 على الأقل.

ولكن بعد فيض من الأخبار الإيجابية حول اللقاحات، والتي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، قامت المملكة العربية السعودية، الزعيم الفعلي لـ أوبك، بالتشكيك في الحاجة إلى تشديد القيود المفروضة على الإنتاج.

وفي أحدث حلقة من مسلسل الأخبار الإيجابية حول اللقاحات، أصبحت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية أول جهة تنظيمية على مستوى العالم تمنح لقاحاً من لقاحات الكورونا الموافقة الرسمية. فلقد حصل لقاح BNT162b2 الذي كان نتيجة لعمل مشترك بين بيو إن تيك (F:22UAy) الألمانية، وفايزر (NYSE:PFE) الأمريكية، على الموافقة بشكل رسمي يوم أمس الأربعاء.

ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الاستشارية في هيئة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA الأسبوع القادم للنظر في موافقات اللقاحات. وتنتظر شركة موديرنا (NASDAQ:MRNA) حصولها على الموافقات كذلك، وهي التي كانت قد أعلنت في بداية الأسبوع أنها قدمت طلباً رسمياً للحصول على موافقة طارئة للقاحها mRNA-1273، في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، بعد أن أظهرت النتائج الكاملة للدراسة التي قامت بها الشركة فعالية مثيرة للأعجاب، مع عدم وجود مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة.

كما بدا مندوبو أوبك أنفسهم منقسمين بشأن ما إذا كان يمكن التوصل إلى إجماع بين الدول المنتجة. فلقد قال مندوب من أوبك لـ رويترز إن الأمور تتجه نحو حل وسط، بينما قال مصدران آخران إن هناك حاجة للمزيد من المحادثات.

وتعليقاً على ذلك، حذر محللو ANZ في تقرير أصدره البنك من أن "أي إشارة على أن المجموعة تكافح للتوصل إلى اتفاق يمكن أن تؤثر على الأسعار".

وعلى جبهة البيانات، أصدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها الأسبوعي الرسمي المعتاد لمخزونات النفط في البلاد يوم أمس الأربعاء. وأظهرت البيانات أن مخزونات النفط {{ecl-75||الخام}} قد تراجعت بواقع 679 ألف برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أقل من توقعات المحللين الذين يتابعهم موقع Investing.com والذين كانوا يتوقعون تراجع المخزون بواقع 2.35 مليون برميل. وكانت المخزونات قد قفزت بـ 768 ألف برميل في الأسبوع الذي سبقه.

كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات {{ecl-917||نواتج التقطير}} التي من ضمنها الديزل وزيت التدفئة، قد ارتفعت بمقدار 3.238 مليون برميل، وهو ما جاء معاكساً للتوقعات التي كانت تترقب تراجعاً قدره 2.09 مليون برميل. كما ارتفعت مخزونات {{ecl-485||البنزين}} بـ 3.491 مليون برميل، مقارنة مع توقعات بارتفاع أقل حدة قدره 2.386 مليون برميل.

وقبل ذلك، كان معهد النفط الأمريكي API، وهو جهة خاصة غير رسمية، قد أصدر تقريره التقديري الأسبوعي في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء. وأظهر التقرير ارتفاعاً في {{ecl-656||المخزونات}} بلغ 4.146 مليون برميل الأسبوع الماضي. وعلى العكس من ذلك، كان المحللون الذين يتتبعهم موقع Investing.com قد توقعوا انخفاض المخزون بواقع 2.272 مليون برميل، بعد أن أظهرت بيانات الأسبوع السابق ارتفاعاً بـ 3.8 مليون برميل.

وبعيداً عن البيانات الأمريكية، أظهرت بيانات صادرة عن كل من شركة النفط الفنزويلية الوطنية (بيتروليوس دي فنزويلا)، المملوكة للدولة، وشركة البيانات المالية والاقتصادية (ريفينيتيف إيكون)، أن صادرات فنزويلا من النفط الخام قد تضاعفت تقريباً في نوفمبر، مما زاد من المخاوف من زيادة العرض في الأسواق العالمية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image