سعر الذهب عالميًا يقف في مهب الريح، بعد تقلبات عنيفة، فإلى أين؟

سعر الذهب عالميًا يقف في مهب الريح، بعد تقلبات عنيفة، فإلى أين؟

نحو 30 يوما من التقلبات العاصفة وما بين اليقين والشك والوضوح تارة والضبابية تارات أخرى جاء أداء المعدن الأصفر. 

وبين الأمل في تحقيق ثروات والرجاء في الاحتماء والاختباء في أحد الملاذات والأوعية الاستثمارية جاءت تقلبات النفيس خلال نوفمبر. 

شهر التقلبات 

ورغم التقلبات التي عادة ما تصب في مصلحة ارتفاعات الذهب إلا أن المعدن الأصفر لم يفلح في اغتنام الفرصة ليتخطى مستويات الـ 2000 دولار للأوقية. 

وبدأ نوفمبر الجاري على انتخابات الرئاسة الامريكية التي تزامنت مع حالة من الجدل بشأن نزاهتها وفقا لمزاعم أحد المرشحين وهو ما انعكس على نفسية المستثمرين. 

ليبدأ الذهب على ارتفاعات إلا أنه سرعان ما تخلى عنها رغم ان النتائج الاولية ظلت معلقة لما بعد فجر 3 نوفمبر لنحو الأسبوع. 

وعقب إعلان فوز بايدن تتراجع الذهب متخليا عن بعضا من مكاسبه، التي عاد لاستردادها مع بدء حملة ترامب في تحريك دعاوى قضائية أعادت للأذهان سيناريو بوش الابن وآل جور عام 2000. 

ورغم توقعات أن تتأجل إعلان النتائج الانتخابية لنحو الشهر جاء أداء الذهب باهتا ليسجل ارتفاعات زهيدة. 

وبعد يوم واحد من إعلان فوز بايدن في نتائج اولية لوسائل إعلام أمريكية تم الإعلان عن التوصل إلى لقاح فيروس كورونا من قبل شركة فايزر (NYSE:PFE) الأمريكية وبيوتك الألمانية، ليواجه الذهب عاصفة جديدة من الضغوط. 

بدأ الذهب النزول من جديد، لترتفع وتيرة الهبوط مع توالى الأنباء عن مزيد من اللقاحات لفيروس كورونا، تزامنا مع بدء اعتراف ترامب بالهزيمة، تسليم السلطة. 

90 دولار 

وبنهاية 30 أكتوبر الماضي وصل الذهب الى مستويات 1880 دولار للأوقية. 

ليبدأ الأصفر شهر نوفمبر على ارتفاعات قوية وصلت ذروتها خلال الـ 6 من نوفمبر عندما وصل الى مستويات 1951 دولار للأوقية. 

إلا أنه ما لبث عن تلك المكاسب ليدخل في اتجاه عرضي منذ جلسة 9 نوفمبر وحتى 20 نوفمبر بين مستويات 1850 و1880 دولار للأوقية. 

ومع توالي الأنباء بشأن اكتشاف لقاحات جديدة لفيروس كورونا، تزامنا واعترافات أولية من جانب ترامب بشأن الهزيمة وبدء تسليم السلطة. 

نزل الذهب مجددا من مستويات 1870 خلال 20 نوفمبر ليصل الى مستويات 1790 دولار بنهاية تعاملات الجمعة الماضية. 

ليتخلى الذهب عن نحو 90 دولار من قيمته خلال نوفمبر متراجعا بنحو 4.8%. 

هل يشكو الذهب الآن رحيل صديقه ترامب؟ 

عرف عن ترامب مزاجه المتقلب وغير المتوقع، فتغريدة خلال الليل أو قرار مفاجئ يقلب السوق رأسًا على عقب، وفي خضم هذا احتاج المستثمرون تأمين أنفسهم ضد خسارة محافظهم كاملة بتغريدة. وبالتالي ارتفع الذهب خلال فترة إدارة ترامب بأكثر من 50%. 

ولكن المحفز الأكبر كان الركود الاقتصادي الذي دخله أكبر اقتصاد في العالم على خلفية أقوى جائحة وبائية في أكثر من 100 عام. 

سجل الذهب مستوى قياسي، ولكنه سرعان ما انخفض منه. ويعيد هذا للأذهان ما حدث في 2011، عندما سجل الذهب مستوى قياسي الارتفاع. وكان الاقتصاد تحت وطأة ضغوط قوية من الأزمة المالية العالمية والدين المتفاقم. وسجل الذهب أسعار قرابة 1,900 دولار للأوقية، ولكنه أنهى العام متراجعًا لمستويات 1,550 دولار للأوقية. 

هل يستقبل الذهب صديق جديد؟ 

يقول محللون إن الاقتصاد الأمريكي عاجز عن مواصلة التعافي القوي في غياب التحفيزات الاقتصادية. ويتوقع البعض إقدام وزيرة الخزانة الجديدة، جانيت يلين، على تقديم مزيد من حزم التحفيز، رغم المعارضة التي قد تواجهها من الكونجرس الأمريكي المنقسم على ذاته، خاصة في ظل تحكم الجمهوريين بمجلس الشيوخ. 

ولكن المحفز الوحيد للذهب الآن ليس سوى التحفيزات النقدية، والسياسات التيسيرية، والتي تخفض قيمة مؤشر الدولار وترفع قيمة الذهب. 

وننتظر في ديسمبر قرار نهائي من الاحتياطي الفيدرالي بشأن برامج مثل شراء السندات، وأي إجراء بشأن السندات وعوائدها سيصب في صالح الذهب. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image