النفط مختلط الأداء وسط سلبية العرض وإيجابية اللقاحات

النفط مختلط الأداء وسط سلبية العرض وإيجابية اللقاحات

اختلط أداء النفط خلال الجلسة الآسيوية لليوم الجمعة، مع استمرار التفاؤل بارتفاع الطلب على الوقود في ظل التوقعات بطرح وشيك للقاح واحد على الأقل، ومن جهة أخرى، استمرار المخاوف حول قرار أوبك المرتقب، حيث أصبح هنالك إشارات على انشقاق داخل المنظمة. وبقيت أحجام التداول محدودة في ظل غياب كبار المستثمرين الأمريكيين عن السوق بسبب عطلة عيد الشكر.

فعند الساعة 11:12 مساءً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:12 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدمت العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.23٪ لتتداول عند 47.90 دولار للبرميل. وعلى العكس من ذلك، تراجعت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 1.49٪ لتتداول عند 45.03 دولار للبرميل. وتميز هذا الأسبوع بتداول أسعار برنت وغرب تكساس معاً فوق حاجز الـ 45 دولار للبرميل، للمرة الأولى منذ شهر مارس عندما انتشر الوباء لأول مرة خارج الصين.

وكانت أسعار النفط قد تراجعت خلال الليل، وانخفضت من أعلى مستوياتها في ثمانية أشهر، في ظل أنباء عن خلاف في داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بشأن استمرار تطبيق القيود المفروضة على الانتاج حالياً، والتي ستنتهي مع أخر أيام العام الحالي.

ووصل الخلاف بين الدول الأعضاء في أوبك إلى درجة الغليان مع ارتفاع أسعار النفط، حيث حثت بعض الدول على العودة وبسرعة إلى حصص الإنتاج السابقة، والتي كانت بالطبع أكبر من حصص الإنتاج الحالية. وتشعر الدول الأعضاء في أوبك، التي يعتمد اقتصاداتها على النفط بشكل رئيسي، بالضيق بسبب انخفاض الأسعار إلى جانب حصص الإنتاج المقيدة، وترغب هذه الدول في أنتاج المزيد من النفط بينما ترتفع الأسعار في الوقت الحالي.

على الرغم من المعارضة الداخلية في المجموعة، من المتوقع أن تحافظ أوبك وحلفاؤها في المجموعة الأوسع أوبك+ على سقوف الإنتاج بعد تاريخ انتهاء القيود الحالية، لـ 3 أشهر على الأقل. وسيتم تحديد المواعيد الدقيقة في الاجتماع العادي الـ 180 لمنظمة أوبك والاجتماع الوزاري الـ 12 لمجموعة أوبك+، يوم الإثنين القادم 30 نوفمبر، ويوم الثلاثاء القادم 1 ديسمبر، على التوالي.

وفي تقرير لبنك ستاندرد تشارترد، كتب المحلل بول هورسنيل يقول: "إن الصعود الذي شهدته الأسعار في فترة ما بعد الإعلان عن اللقاحات، وما بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يمثل نعمة مختلطة للمملكة العربية السعودية وحليفتها الرئيسية في السياسة النفطية الكويت. لقد تسبب هذا الارتفاع في المزيد من المناشدات الخاصة من الأعضاء الأكثر تردداً في مجموعة أوبك+".

كما قد يعاني جانب العرض من السوق من المزيد من المشاكل، حيث تعني الأسعار الحالية أن شركات إنتاج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة قد أصبحت قادرة على تحقيق الأرباح مرة أخرى، وهو ما سيغري المزيد من منتجي القطاع بالعودة للعمل. وكان إنتاج النفط من الصخر الزيتي في البلاد قد توقف خلال الفترة التي كانت أسعار النفط فيها منخفضة للغاية، وذلك لأن تكاليف انتاج النفط بهذه الطريقة أعلى بكثير من تكاليف الإنتاج النفط بطرق الحفر التقليدية.

وعلى الرغم من كل ذلك، فإن التفاؤل المستمر بشأن العودة إلى الظروف الاقتصادية الطبيعية بعد التخلص من وباء كورونا قدم الدعم بشكل كبير للأسعار التي وصلت إلى مستويات لم تصل لها في عدة أشهر. وتستمر الأخبار الإيجابية على جبهة اللقاحات في تقديم هذا الدعم للسوق، مع وجود العديد من هذه اللقاحات الآن على المسار الصحيح لبدء تسليمها للسلطات المختصة في المستقبل القريب.

وعلى الرغم من وجود بعض القلق بشأن مدى فعالية طرح اللقاحات عالمياً، إلا أن هذا لم يكن كافياً لجر النفط إلى ما دون 45 دولار في تداولات الأيام الأخيرة. كما يمكن أيضاً ربط الانخفاضات الحالية المحدودة، بعمليات جني الأرباح من طرف المستثمرين، بعد الارتفاع الصارخ الذي شهدته الأسواق منذ الإعلان عن أول لقاح (فايزر/بيو إن تيك - 9 نوفمبر).

وفي حديث له مع رويترز، قال كريج إيرلام كبير محللي السوق في شركة أواندا للتداول: "يبدو أن بعض عمليات جني الأرباح قد بدأت أخيراً ... مع اقترابنا من نهاية الأسبوع. ومع بقاء خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى الـ 45 دولار، وملامسة خام برنت لمستوى الـ 49 دولار، يبدو أن النفط قد تجاوز أسوأ مشاكله لفترة ما بعد الصيف".


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image