النفط يواصل التقدم مستفيداً من المفاجأة في بيانات المخزون

النفط يواصل التقدم مستفيداً من المفاجأة في بيانات المخزون

استمرت أسعار النفط في التقدم خلال جلسة اليوم الخميس في آسيا، بعد التراجع الملموس بشكل مفاجئ في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، مما أدى إلى تهدئة المخاوف من زيادة العرض. وتستمر الآمال في العودة إلى الحياة كما كانت قبل الوباء في تعزيز شهية المستثمرين للمضاربة على أسعار الوقود.

فعند الساعة 12:21 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:21 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفعت العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.56٪ لتتداول عند 48.80 دولار للبرميل. أما عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة، فلقد تقدمت بنسبة 0.44٪ لتتداول عند 45.91 دولار للبرميل. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تداولت أسعار برنت وغرب تكساس معاً فوق حاجز الـ 45 دولار للبرميل، للمرة الأولى منذ شهر مارس عندما انتشر الوباء لأول مرة خارج الصين.

وكانت البيانات الرسمية التي صدرت خلال الجلسة الأمريكية ليوم أمس قد أظهرت انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي، بأكثر من توقعات المحللين. فلقد ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي الرسمي المعتاد، أن مخزونات النفط {{ecl-75||الخام}} قد تراجعت بواقع 754 ألف برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أكثر من توقعات المحللين الذين يتابعهم موقع Investing.com والذين كانوا يتوقعون تراجع المخزون بواقع 127 ألف برميل فقط. وكانت المخزونات قد قفزت بـ 768 ألف برميل في الأسبوع الذي سبقه.

كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن النفط الخام المخزن في نقطة تسليم {{ecl-1657||كوشينغ}} بولاية أوكلاهوما قد تراجع بمقدار 1.72 مليون برميل، وهو ما جاء أكثر من التوقعات التي كانت تترقب تراجعاً قدره 920 ألف برميل، بينما ارتفعت مخزونات {{ecl-485||البنزين}} بـ 2.18 مليون برميل، مقارنة مع توقعات بارتفاع أقل حدة قدره 614 ألف برميل.

وتعليقاً على هذا التقرير، قال فيل فلين، كبير المحللين في شركة (برايس فيوتشرز جروب) في شيكاغو، أثناء حديث له مع رويترز: "إنه تقرير داعم، لكنه ليس صعودياً بشدة. إذا كان هنالك أي خيبة أمل فيه، فهي أرقام البنزين".

وأضاف فلين، في إشارة إلى عطلة عيد الشكر اليوم الخميس: "لا ينبغي أن تكون المفاجأة كبيرة، لأن المزيد من الأشخاص يقيمون في منازلهم. على الرغم من أن الرئيس المنتخب جو بايدن يحث الأمريكيين على تجنب التجمعات العائلية الكبيرة، وارتداء الأقنعة والحفاظ على التباعد الاجتماعي أثناء العطلة، مع استمرار ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفايروس، إلا أنه يبقى علينا الانتظار حتى نرى ما إذا كان الأمريكيون سيستجيبون لهذه التحذيرات".

وكان معهد النفط الأمريكي API، وهو جهة خاصة غير رسمية، قد أصدر تقريره التقديري الأسبوعي المعتاد في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء. وأظهر التقرير ارتفاعاً في {{ecl-656||المخزونات}} بلغ 3.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، بعد أن أظهرت بيانات الأسبوع السابق ارتفاعاً حاداً بـ 4.174 مليون برميل.

واستمر النفط في التحرك شمالاً مع انتعاش الأسهم، ووصولها إلى المستويات القياسية، حيث لامس مؤشر {{169|داو جونز}} مستوى الـ 30,000 نقطة للمرة الأولى في التاريخ يوم أول أمس الثلاثاء، في دليل أخر على ثقة المستثمرين أن أيام الوباء باتت معدودة، حيث أعطى تطوير اللقاحات الثقة للتوقعات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.

وكان النفط قد ارتفع بشكل مثير منذ افتتاح تداولات الأسبوع الحالي، على خلفية التقارير الإخبارية التي تناقلت أنه سيتم طرح لقاح واحد على الأقل، وربما ثلاثة، قبل عيد الميلاد المجيد. كما أعلنت الولايات المتحدة إنها ستبدأ على الأرجح في التطعيم باستخدام لقاح فايزر (NYSE:PFE) بتاريخ 11 ديسمبر. أما لقاحات موديرنا (NASDAQ:MRNA) وأسترازينيكا (LON:AZN)، فلقد أصبحت قريبة من الحصول على الموافقات المطلوبة من قبل مختلف الحكومات في المستقبل القريب.

ودفع التصور بأن نهاية الوباء قد أصبحت قريبة، المستثمرين نحو التفاؤل والإيجابية، وتوجهوا نحو أصول المخاطر العالية، ومن ضمنها النفط. ويتطلع المستثمرون إلى ارتفاع قوي للطلب بمجرد أن يبدأ الاقتصاد العالمي في التعافي من الركود الاقتصادي الذي تسبب فيه وباء كورونا منذ ربيع العام الحالي.

وفي تقرير لوحدة الأسواق العالمية في بنك ستي (NYSE:C) العملاق، كتب المحللون أن نتائج اللقاح المشجعة "قد عملت على تجاهل المستثمرين للمخاوف بشأن استمرار إجراءات الاغلاق، وحفزت عمليات الشراء من مجتمع المضاربين".

ورغم ذلك، حذرت المذكرة من أنه "لا يمكن استبعاد حدوث تراجع في أسعار النفط على المدى القريب، وسط طلب أقل قوة".


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image