ارتفاع أسعار "النفط" عالميًا بدعم من الأنباء الإيجابية للقاح فيروس كورونا

ارتفاع أسعار "النفط" عالميًا بدعم من الأنباء الإيجابية للقاح فيروس كورونا

استمر النفط في التقدم خلال التداولات الآسيوية لليوم الثلاثاء، وذلك في أعقاب إعلان العديد من صانعي اللقاحات عن أخبار إيجابية حول تقدم الإنسانية في حربها على فايروس كورونا.

وكانت شركة موديرنا قد نشرت يوم أمس الاثنين بيانات حول لقاحها المرشح mRNA-1273. وأظهرت البيانات أن هذا اللقاح يتمتع بفاعلية أكبر، وظروف تخزين أفضل، من اللقاح الذي تم إنتاجه في مشروع مشترك لـ فايزر وبيو إن تيك، والمسمى BNT162b، وهو مما تسبب في تعزيز التفاؤل بأن نهاية وباء كورونا قد اقتربت.

وعند الساعة 11:08 مساءاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:08 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدمت العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.25٪ لتتداول عند 44.09 دولار للبرميل. أما عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة، فلقد ارتفعت بنسبة 0.60٪ لتتداول عند 41.59 دولار للبرميل.

ويواصل النفط ارتفاعه وسط المزيد من أخبار اللقاحات، حيث يعلق المستثمرون آمالهم على أن إحدى أهم نتائج انتشار اللقاحات ستكون زيادة في الطلب على الوقود خلال العام المقبل. وكانت أسهم قطاع الطاقة قد قفزت بأكثر من 23٪ الأسبوع الماضي على خلفية الأخبار المتعلقة بفعالية اللقاحات والتفاصيل الأخرى الصادرة عن كبرى شركات تصنيعها.

فعلى مدار الأسبوع الماضي، أعلنت كل من فايزر (NYSE:PFE) وشريكتها بيو إن تيك (F:22UAy)، وموديرنا (NASDAQ:MRNA)، وكيورفاك (NASDAQ:CVAC)، وسانوفي (PA:SASY) وشريكتها غلاكسو سميث كلاين (LON:GSK)، وجونسون أند جونسون (NYSE:JNJ) عن تفاصيل حول لقاحات الكورونا الخاصة بهذه الشركات.

وبعد إعلان الأمس، أصبحنا نعرف أن لقاح موديرنا يتمتع بمعدل كفاءة أفضل من لقاح فايزر/بيو إن تيك (94.5٪ مقابل 90٪) وسهولة أكبر بكثير في النقل والتخزين، حيث يقال إن درجات الحرارة المطلوبة للقاح موديرنا تقترب من درجات حرارة الثلاجة الطبية أو حتى الثلاجة المنزلية العادية. أما لقاح فايزر/بيو إن تيك، والذي تم الإعلان عنه قبل أسبوع بالضبط من إعلان موديرنا، فيتطلب ظروف نقل وتخزين صعبة للغاية، حيث يجب الحفاظ عليه عند درجة منخفضة للغاية تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر (-94 فهرنهايت) أو أقل، وهو ما يتطلب أجهزة تبريد (DU:TABR) متطورة وإمكانيات كبيرة لا تتوفر في الأغلبية الساحقة من المنشآت الطبية، حتى في أكبر المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى العالم.

وفي تقريره اليومي، كتب المحلل ستيفين إينس، المحلل الاستراتيجي الرئيس للأسواق العالمية في شركة (أكسي): "إذا حكمنا على التعافي الاقتصادي، لا سيما من خلال عدسة أسواق النفط ... مع وجود العديد من اللقاحات عالية الفعالية في طور التحضير، فهنالك فرصة جيدة لعودة مستويات الحركة والتنقل إلى مستويات قريبة من مستويات ما قبل الوباء في وقت لاحق من عام 2021".

وتضيف التوقعات بتحرك من طرف منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها في مجموعة (أوبك+) الأوسع، إلى المعنويات الصعودية لأسواق النفط. وتتوقع الأسواق على نطاق واسع أن تقرر أوبك+ تمديد العمل بالقيود المفروضة حالياً لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر إضافية. وكانت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لمنظمة أوبك قد اجتمعت يوم أمس الاثنين. أما اليوم، فمن المقرر أن تجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لـ أوبك+، تمهيداً للاجتماع الدوري رقم 180 لمنظمة أوبك، والمقرر في 30 نوفمبر، والاجتماع الوزاري الثاني عشر لـ أوبك+ بعد ذلك بيوم.

ووجد النفط الدعم كذلك في البيانات الصينية التي صدرت يوم أمس، وأظهرت أن مصافي البلاد، قد قامت بتكرير أكبر كمية من النفط الخام في تاريخها خلال شهر أكتوبر، مما يدل على انتعاش سريع في الطلب على الوقود من طرف ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وفي تقرير لـ (بيرنستين إينرجي)، قال محللو الشركة أن "الطلب على النفط في الصين قد تجاوز مستويات ما قبل الوباء، مما يدل على أن الطلب لن يتأثر بشكل دائم. يتماشى هذا مع بيانات التنقل، ويدعم الرأي القائل بأن الطلب على النفط لم يتضرر هيكلياً بسبب تغييرات في سلوك مواطني البلدان التي نجحت في التغلب على وباء كورونا".

وعلى جبهة البيانات، يترقب المستثمرون أرقام {{ecl-656||المخزون}} التقديرية التي يتضمنها التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي API، والمقرر صدوره كالمعتاد عند الساعة 4:30 من مساء اليوم الثلاثاء بالتوقيت الأمريكي الشرقي (9:30 مساءً بتوقيت غرينيتش). أما للحصول على أرقام المخزون الرسمية، فيجب على الأسواق انتظار تقرير إدارة معلومات الطاقة EIA، والمقرر صدوره، كالعادة، يوم غد الأربعاء.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image